كتاب دموع الملائكة وقصص أخرى
تحميل كتاب دموع الملائكة وقصص أخرى pdf كان يهاب والده لدرجة كبيرة ولم يكن وحده كذلك فقد كان الخوف هو الطابع الاساسي فى منزل لم يعل فيه يوما صوت سوى صوت الوالد ، كان عاصم الابن الاصغر بين أربعة أخوة ، عائشة تكبره بعامين ، و عبد الله وعبد الرحمن تؤام يكبروه بخمسة أعوام ، كان الجميع يرتعد خوفا من مجرد فكرة غضب الاب حتى الام كانت ضعيفة منكسرة ام تستطع يوما أن تعترض على أى شئ يقوله الاب حتى وإن وجه لها إهانة ، كانت ترتمى تحت أقدامه تقبلها حتى يسامحها ويغفر لها ، كان عاصم دوما يعتقد أن أمه مريضة بمتلازمة ستوكهولم و بدأت تتعاطف مع والده و تلتمس له الاعذار فيما يفعل بعد سنوات من القهر والذل معه . كثيرا ما كان يبغض كل من بالاسرة ويتمنى لو كان خلق يتيما مشردا بدون أهل بدلا من أب يعتقد أن له الحق فى سحق كرامة وروح أبناءه لانه السبب فى إعطاءهم الحياة ولولاه لما كانوا حقيقة . أب لا يعلم من شرع الله عن الزواج سوى " وأضربوهن " ، مرة أخرى هبت عاصفة من الذكريات المؤلمة حول المرات التى لم يستطع عدها والتى عاقبه فيها والده على نسيان الصلاة أو عدم حفظ الورد اليومى الذى يحدده والده . كان والده مسيطرا على كل شئ يجرى بالمنزل ، كان دائم التدخل فى كل شئ فهو" الراعي المسئول عن رعيته " ويجب أن يعلم كل شئ ويتحكم فى كل شئ حتى عدد ملاعق السكر فى كوب اللبن الذى يتناوله أبناءه فى الصباح . فى موجة جديدة للذكريات تذكر عاصم يوم تمت عائشة السادسة عشر و أبلغها والدها أنها لن تذهب مرة أخرى الى المدرسة و انها سوف تتزوج خلال شهرين لأحد معارفه الذى يكبرها بـأربعة وعشرون عاما و له ابن من زوجته المتوفية و يصغر عائشة بستة أعوام فقط ، وافق الوالد لانه " من يرضى دينه وخلقه " تزايدت قوة موج الذكريات الى أقصاها حين تذكر كيف شعر بالعجز حين وصف والده عائشه بالفجور و العقوق و ضربها بشكل ترك علامات زرقاء على وجهها و جسدها لم تختفى الا بعد أسبوعين ، تذكر نحيب عائشة يوم زفافها و تذكر هروبه من هذا الصوت ببكاءه هو الاخر قهرا و عجزا . حاول عاصم أن ينفض هذه الذكريات المؤلمة عن عقله وأن يحاول التركيز فى مستقبله الجديد الذى سيبدأ غدا ، إبتسم حين تذكر شقته الجديدة التى لم يراها بعد و التى سيعيش فيها بلا رقيب بعيد عن حر الصعيد و بعيدا عن منزل والده الذى يعد عليه أنفاسه . تذكر عاصم أحلامه حول دور السينما و مشاهدة التلفاز ، تذكر أن بإستطاعة الان أن يسمع الموسيقى بالمنزل و الا يخشى أن يرفع الصوت قليلا دون أن يحتاط ألف مرة وينتفض قلبه فى كل مرة يسمع فيها أى صوت خارج غرفته . " إله عادل " تأكد أنك ستقرأ في هذه القصص القصيرة مزيج متنوع ومختلف من المشاعر الانسانية و الأفكار الداخلية التي نخشى أن نصارح بها من حولنا ، أبحث عن نفسك داخل هذه القصص والشخصيات ، ستجد نفسك وستسافر في رحلة مميزة للغاية داخل مشاعر الأنثى وأفكارها التي لن تجد بسهولة من يصارحك بها .. ,المجموعة القصصية الأولى لمؤلفتها و التي تطمح أن تصبح واحدة من أبرز الأقلام في العالم العربي وتقدم دائمًا ما يعبر عن المرأة العربية ومخاوفها وأفكارها وأحلامها وحتى ما تخفيه من أسرار
عرض المزيد