كتاب عُواء وقصائد أخرى
تحميل كتاب عُواء وقصائد أخرى pdf من الولايات المتحدة أيضاً اختار سركون بولص شاعر جيل الغضب ألان غينسبرغ في ترجمة فريدة لقصيدته الشهيرة « عواء» التي عُرفت بـ «إنجيل البيتنيك». من مواليد 1926، توفي غينسبيرغ سنة 1997 في نيويورك حيث عاش معظم سنواته في شقق متواضعة وأحياء شعبية، فكان يرتدي الملابس المستعملة ويركب الميترو والقطارات في معظم مواصلاته. أدرك غينسبيرغ أعلى مراتب التقدير الأدبي في حياته المليئة بالعواصف، إلا أنه لم يبلغ شأوه الإبداعي إلا في «عواء»، التي بات مطلعها من أهم علامات الأزمنة، تتلى في مقدمات الخطب ويحفظها جيل بعد جيل. يبدأها غينسبيرغ بنفس ملحمي يصعب التغاضي عن غنائيته الثرية بموسيقى التواتر المقطوف عفوياً من اللغة البسيطة:
«رأيت أفضل العقول في جيلي وقد دمرها الجنون، يتضورون عراة ومهسترين (...)
من سافروا إلى دنفر، من ماتوا في دنفر، من رجعوا إلى دنفر وانتظروا بلا جدوى، من سهروا على دنفر وقرفصوا وتوحدوا في دنفر وأخيراً غادروا ليكتشفوا الزمان، وها هي دنفر الآن تستوحش لأبطالها».
في مساء دافئ من شهر تشرين الأول سنة 1955 جمع غينسبيرغ خمسة شعراء ناشئين وقرأ معهم»عواء» في إحدى غاليريات سان فرانسيسكو على مسمع من حفنة مثقفين وطلاب.
يومها علّق الشاعر مايكل مكلور قائلاً: «كان واضحاً أن حاجزاً قد سقط، الجسم والروح كانا محشورين في الجدار الصلف الذي كانت تمثله أميركا بعد الحرب العالمية الثانية: العسكر وسلاحا البحر والجو والأكاديميات على أنواعها ونظام المؤسسات والملكية الفردية، ناهيك عن القوى التي تحميها، كلها وقعت من مراكزها».
ومع استمرار الخضة التي أثارتها «عواء» وظهور مقاطع منها على جدران الجامعات، ادعت النيابة العامة في سان فرانسيسكو على غينسبيرغ بتهمة البذاءة. وطلب النائب العام شطب عدد من سطور القصيدة، خصوصاً في ما يخص الجنس والمخدرات. لكن القاضي لم يوافق، وقال: «هل يبقى لنا شيء من حرية التعبير لو طالبنا بتحديد المفردات اللائقة بالنشر؟».
استلهم غينسبيرغ في ملحمته الحديثة تجربة وولت ويتمن التي حررت الشعر الأميركي من طغيان المقاييس الكلاسيكية. كان غينسبيرغ مهتماً، على غرار ويتمن، بالحرية الفردية وبمصير الديموقراطية، خصوصاً بعد الملاحقات التي طاولت المثقفين في عهد مكارثي. وعلى غرار ويتمن أيضاً، انصرف غينسبيرغ إلى روحانية شرقية – رومانطيقية تستوحي التعاليم البوذية وتتوخى أحادية تجمع المخلوقات الحية في تناغم واحد وانسجام خالد.
ومن ذلك المنطلق كانت له مواقف تخطت الجغرافيا الأميركية إلى قضايا عالمية، كحرب فييتنام وكفاح البنغال للحصول على استقلالهم، فكتب دفاعاً عنهم ملحمة في مئة وخمسين بيتاً أنشد بعضها بوب ديلن، وهي بعنوان :» أيلول في شارع جيسور».
ترجمات سركون بولص تحفر آثارها عربياً
جاد الحاج
الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣
.
.
.
"قصيدة «عواء» كأنها أيقونة غينسبرغ الذي اشتهر بالقصائد أكثر من الدواوين، وبعض النقاد الأميركيين أطلقوا عليها مسمى «القصيدة المعجزة» لأنها كانت أشبه ما تكون بحجر الزاوية في تجربة غينسبرغ الشعرية، ووصفها الناقد بيل مورغان في كتابه «أنا أحتفي بنفسي» بأنها «القصيدة التي صنعت الأسطورة فدخلت ذاكرة الأدب الشعبي لحظة ولادتها»، وتوصف أيضاً بأنها «مرثاة غنائية طويلة... تفضح بلغة عادية فجَّة علل المجتمع الأميركي وعاهاته في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي صرخة من فئة الشباب اليائس ضد مجتمع مدمَّر وانتهازي»، وقد أهداها غينسبرغ الى كارل سولومون الذي ربطته به علاقة صداقة حميمية تعود الى الأشهر الثمانية التي أمضياها معاً في أحدى مصحّات كولومبيا عام 1949."
.
.
"في إحدى المقابلات الصحافية عبّر غينسبرغ عن شعوره لحظة كتابته القصيدة: «اعتقدت أني لن أكتب قصيدة، بل ما أردت كتابته فحسب، من دون خوف، أطلق العنان لمخيلتي، أفضح سريّتي. أخربش سطوراً سحريّة من ذهني الحقيقي أستخلص فيها حياتي، وأكتب شيئاً لن يكون في وسعي عرضه على أحد، أكتب لأُذنِ روحي أنا، ولقليلٍ من الآذان الذهبية الأخرى»
.
.
"لغينسبرغ تأثيرات في الشعر العربي ويتجلى ذلك في بعض قصائد الشاعر اللبناني وديع سعادة، وفي بعض قصائد سركون بولص وفاضل العزاوي. والأخير كتب في أوائل السبعينيات قصيدة على طريقة غينسبرغ كان عنوانها «سلاماً أيتها الموجة... سلاماً أيها البحر».
.
.
عواء: أولى قصائد آلن غينسبرغ الملحمية الطويلة، بوأته رائدا للشعر الأمريكي في أواخر الخمسينات فالستينات بعد قراءته لها في أحد مقاهي سان فرانسيسكو.
صدرت في أكثر من ستين طبعة وبيع منها أكثر من مليوني نسخة، ولا تكاد تخلو مجموعة من مجاميع الشعر الأمريكي من "عواء" التي تعتبر فتحا، من حيث التقنية الصوتية، في إعادة صوت وتمان المنسرح الشاسع الأبعاد وبيته الشعري الطويل، إلى شعر الخمسينات الأمريكي، المثقل بآلية النفس الأكاديمي الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة