كتاب كلنا قادة
تحميل كتاب كلنا قادة pdf 2014م - 1443هـ القادة المجتمعيّون، أو القادة المحليون وقادة الجماعات، يتولّون مسؤولية رفاه وخير مجتمعاتهم المحلّية وجماعاتهم ومسؤولية وتحسينها. فهل تنطبق عليكم هذه الصفة؟ هل يهمّكم أن تصبحوا قادة مجتمعيّين؟ حاولوا أن تجيبوا على الأسئلة في هذا الاستبيان عن القيادة. هل أنتم من الذين: يريدون تحسين مجتمعاتهم المحلّية أو جماعاتهم؟ لديهم ما يساهمون به؟ لا ينتظرون حتّى يقوم شخص آخر بإنجاز العمل؟ إذا أجبتم بـ"نعم" على أيّ من الأسئلة أعلاه، فأنتم على الأرجح قادة مجتمعيّون، أو في طريقكم كي تصبحوا قادة مجتمعيّين. ليس عليكم أن تترشّحوا للمناصب، أو أن تحصلوا على لقب حتى تكونوا قادة. فكلّ ما ينبغي عليكم القيام به هو أن تقرّروا تولّي المسؤولية عن ركن معيّن (أو حيّز أكبر) من مجتمعكم المحلّي. كثيراً ما يبادر القادة المجتمعيّون إلى العمل من تلقاء أنفسهم. وحتّى الأشخاص الذين يترشّحون للمناصب يتّخذون أوّلاً قراراً بأنّهم يريدون أن يكونوا قادة. ربّما أمكنكم تولّي عدد من المسؤوليات في مجتمعكم المحلّي بقدر استعدادكم لذلك. يتعلّم الكثير من القادة المجتمعيّين من خلال التجربة الخطأ، وهذه ليست طريقة سيّئة للتعلُّم؛ فالناس يتعلّمون عموماً من خلال التجربة. ولكنّ خوض هذا المضمار فردياً قد تعترضه بعض الصعوبات، فلماذا لا تحصلون على بعض المساعدة في مساركم؟ لماذا ينبغي أن نكون قادة مجتمعيّين؟ لماذا ينبغي أن تكونوا قادة مجتمعيّين؟ قد تكون القيادة جيّدة بالنسبة إليكم. في الواقع، يستمتع الكثيرون بها. وليس عليكم أن تقودوا بداعي الواجب، إذ يمكنكم أن تختاروا القيادة والمشاركة بطرقٍ تحفّزكم وتساعدكم على التقدّم، بدلاً من القيادة بطرقٍ تستنزف طاقتكم. ويمكنكم أن تختاروا العمل على مسائل تهمكم، كما أنه في استطاعتكم تبنّي تحدّيات ممتعة، أو مثمرة، أو مثيرة للاهتمام. الأمر يعود لكم. فلنلقِ نظرة أقرب على ما يمكن كسبه من خلال لعب دور القيادة: يمكنكم أن تصنعوا الفَرق ألم تحلموا يوماً بأنّكم أنتم المنقذون؟ ربّما كنتم أحد المارّة الذين يغوصون في الماء لإنقاذ طفل يغرق. أو كنتم مَن يُقنع المسح بمهارة بأن يضع سلاحه أرضاً، في الوقت المناسب تماماً. إن من طبيعة الإنسان أن يرغب في إحداث فَرْقٍ هام في العالم. أنتم أيضاً تستطيعون أن تفعلوا ذلك. الواقع أنّ الأعمال اليومية التي تنطوي عليها القيادة المجتمعية لا تكون عادةً دراماتيكية كالتي وصفناها أعلاه، كما أنّها لا تستحقّ عادةً تقديراً مميّزاً. ومع ذلك، يمكنكم كقادة مجتمعيّين أن تقدّموا مساهمة بارزة. فتأسيس مركز للرعاية النهارية، أو زيادة فرص العمل في مجتمعكم المحلّي، أو التخلّص من مستودع للنفايات السامة، أو تمكين الآخرين من أن يصبحوا قادة؛ جميعها نشاطات بطولية بطريقتها الخاصة. عندما كانت إيْزِيْس في الرابعة من عمرها، شاهدت تقريراً إخبارياً عن الأطفال الجائعين في إثيوبيا فشعرت بالحاجة إلى التحرّك. في سنّ الخامسة، وبمساعدة من جدّتها، راحت تطرق الأبواب طالبةً هباتٍ من الطعام للفقراء في حيّها. وعندما كانت في السادسة من عمرها، جمعت 1600 غرضٍ لإعطائها للمحتاجين. وفي العام التالي، جمعت 4000 غرض. وعندما ضرب الإعصار أنْدرو، جمعت 1648 قطعة ثياب لإرسالها إلى المتضرّرين من العاصفة. وبعد الإعصار بفترة قصيرة، اقترحت جدّة إيزيس عليها أن تنشئ مؤسّسة. فقامت إيزيس، بمساعدةٍ من جدّتها وأحد المحامين، بإنشاء مؤسّسة إيزيس جونسون، وكانت تبلغ ثماني سنوات من العمر حينها. (للمزيد عن قصة الفتاة للمزيد عن قصة الفتاة إيزيس جونسون من نيو أورلينز: Karnes and Bean, Girls and Young Women Leading the Way, 1993). صحيح أنّنا قد لا نتمكّن جميعاً من إنشاء مؤسّساتنا الخاصة في عمر الثمانية، ولكنّنا نستطيع إحداث فرق مهم إذا ركّزنا جهودنا على ذلك. إن مثل هذا الفعل يمكن أن يكون مُرضياً إلى أبعد الحدود. يمكنكم أن تنموا كثيراً ما يقود الناس لأنّ ذلك يساعدهم على التقدّم وعلى توسيع آفاق حياتهم. فإذ لا يوجد أمر تقريباً يثير التحدّي كما تفعل قيادة مجموعات من الناس. كقادة، قد يكون عليكم أن تتواصلوا مع أعداد كبيرة من الناس، وأن تتفاوضوا، وأن تعالجوا أوضاعاً محفوفة بالمخاطر. لذلك، فإنّ ثقتكم في أنفسكم وبعالمكم ستزداد إذا بادرتم إلى قيادة الآخرين من حولكم. والواقع أنّ الكثير من القادة الناجحين بدؤوا من دون ثقة بالنفس أو مهارات. فبعض الأشخاص الذين أصبحوا قادة اليوم، كانوا في السابق يجدون صعوبة في قول أيّ شيء ضمن مجموعة صغيرة. تشجّعوا إذا كنتم أشخاصاً خجولين، لأنّكم لستم وحدكم. في مقدوركم إيجاد طريقة لإيصال صوتكم. كلّ ما يتطلّبه الأمر هو بعض الممارسة. تُبنى مهارات القيادة خطوةً بخطوة. فبغضّ النظر عن مهاراتكم حالياً، يمكنكم أن تصبحوا قادة أفضل إذا عملتم على ذلك. وقد تجدون أنّكم تقومون بأمور لم تتخيّلوا يوماً أنّكم قد تقومون بها! نحتاج إلى الكثير من القادة المجتمعيّين يتّسع هذا العالم للمزيد من القادة المجتمعيّين. فنموذج القائد الواحد الذي يتبعه جميع الآخرين لا ينجح في المجتمعات المحلّية. فليس بإمكان قائد أو قائدَين حلّ جميع المشكلات المعقّدة التي تواجهها مجتمعاتنا المحلّية أو جماعاتنا. لذلك، فإنّ مجتمعاتنا المحلّية ستتحسّن مع وجود المزيد من القادة المجتمعيّين. ومع ازدياد عدد الأشخاص الذين يصبحون قادة، يزداد عدد المشكلات التي سنحلّها. نحن نحتاج إلى قادة محليين للتفكير في مسائل كثيرة وتنظيمها: تنمية الشباب، والنمو الاقتصادي، وإدمان المواد المخدّرة، والجرائم، والبيئة، والرعاية الصحّية -- والقائمة لا تنتهي. وتتطلّب كلّ مسألة مجموعةً من القادة الماهرين لمعالجتها. في الحقيقة، نحن نحتاج إلى قادة من النساء، والشباب (جميعنا كنّا في سنّ الشباب في يوم من الأيام)، والأشخاص من جماعات وأعراق وأصول مختلفة، والأشخاص ذوي الدخل المحدود، والمهاجرين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والكثير غيرهم ممّن قيل لهم إنّه يجب عليهم أن يتبعوا الآخرين، لا أن يقودوا. إذاً، نحن نحتاج إلى قيادةٍ من مختلف قطاعات الحياة لكي يكون مجتمعنا ديمقراطياً بالفعل. ولكن كيف سيعمل جميع هؤلاء القادة معاً؟ في الواقع، هذه مهارة ينبغي أن يتعلّمها القادة المجتمعيّون. فعلينا جميعاً أن نتعلّم التعاون، كما علينا أن نضع جانباً رغباتنا في النفوذ، والمناصب، والطمع، بغية تحقيق غاياتٍ تعود بالفائدة على الجميع. في ما يلي بعض الأمثلة عن القيادة المجتمعية أو المحلية: يبادر أحد المواطنين إلى التكلّم في الاجتماع المفتوح لمجلس المدينة – أو الحي. وتكشف كلماته المسألةَ الأساسية المتعلّقة بمشكلة محلّية؛ والنقاش الذي ينتج عن ذلك يؤدّي إلى حلّ قابل للتنفيذ. ينجح بعض الأشخاص في أحد الأحياء السكنية في تنظيم احتجاج على قطع الأشجار من قبل السلطات المسؤولة عن المدينة. يضع أحد أفراد العائلة خطّةً لمساعدة أحد أحبّائه على الإقلاع عن التدخين، مشجّعاً أفراد العائلة الآخرين على تقديم الدعم. يقوم شاب بتنظيم لعبة بعد العشاء تجري خارجاً في الشارع أو الساحة. طبعاً، قد يساعد اللقب في بعض الأحيان. في ما يلي بعض الأمثلة عن القيادة المجتمعية التي قام بها قادة يحتلون مناصب أو يحملون ألقاباً رسمية: تقوم مجموعة من رجال الدين بإطلاق مبادرة لمكافحة المخدّرات في المجتمع المحلّي. يبادر أحد المعلّمين إلى دعوة أهالي تلاميذه بشكل دوري إلى لقاء جماعي للتكلّم عن المسائل المدرسية. يقترح أحد أعضاء مجلس المدينة أو الحي إنشاء فريق عمل لتوفير الخدمات للأشخاص المشرّدين. ينظّم رئيس نادي المسرح في المدرسة الثانوية مسرحيةً يؤدّيها التلاميذ وتتناول موضوع النزاع العرقي - أو الإثني أو الطائفي - بين المراهقين. إنّ ما ينطبق على جميع الأمثلة أعلاه هو بكلّ بساطة التالي: إن شخصاً واحداً، أو أكثر، تحمل/وا المسؤولية عن مجتمعه/هم المحلّي. متى نقود؟ يمكنكم أن تقودوا دائماً: فكما قلنا سابقاً، يمكنكم أن "تقودوا" بغضّ النظر عمّا إذا كنتم القادة المُكلَّفين أم لا. فأنتم تستطيعون دائماً أن تفكّروا وأن تتصرّفوا كقادة. على سبيل المثال، فيما تجلسون في اجتماع لجنةٍ ما، يمكنكم أن تفكّروا في ما يمكن أن يساعد على تقدّم المجموعة. هل يحتاج القائد المُكلَّف إلى بعض التشجيع؟ هل يحتاج الأشخاص إلى دفعٍ ليكملوا؟ هل تحتاجون إلى اتّخاذ موقف غير عادي حيال مسألة معيّنة؟ يتوق الناس إلى تلقّي المساعدة من الآخرين: إذا بادرتم إلى تحسين وضع معيّن، فقد تتمكنون دائماً تقريباً من إسعاد الناس، وإسعافهم، ومفاجأتهم. ليس عليكم أن تتولّوا دور القيادة الذي يلعبه شخص آخر لكي تساعدوا على تحسّن الأمور. في الواقع، إنّ إحدى الطرق لمساعدة مجموعةٍ ما على العمل بشكل أفضل تتمثّل في دعم القائد الرسمي. ويمكنكم أن تدعموه/ا من خلال تنظيم الآخرين حتى يساعدوا من في العمل، والاستماع إلى القائد، وتشجيعه عندما يفقد عزيمته. كيف نقود؟ سنتكلّم في هذا القسم عمّا يقوم به القائد المجتمعي وكيف يفعل ذلك. كيف يتعلّم الناس طريقة القيادة؟ هل ينبغي أن تكونوا "قادة بالفطرة" لكي تقودوا؟ كلا. فالناس يتعلّمون كيف يقودون. وحتّى الأشخاص الذين يبدو أنّهم يقودون بشكل طبيعي كان عليهم أن يتعلموا مهارات القيادة. من الممكن أن يكونوا قد تعلّموها من خلال مراقبة أهاليهم، أو معلّميهم، أو رجال الدين. كذلك، يُحتمل أن يكونوا قد تولّوا مسؤوليات كثيرة في صغرهم حين كان يُتوقع منهم تحمُّل المسؤولية، بل يمكن أن يكونوا قد شاركوا ربّما في صفوف عن "تطوير القيادة". المقصد هو التالي: إذا لم تشعروا بأنّكم قادة "بالفطرة"، فلا تدعوا هذا الأمر يمنعكم من القيادة. بإمكانكم أن تصبحوا قادة من خلال: الشروع بالعمل والممارسة مراقبة قيادة الآخرين إيجاد مرشد المشاركة في صفّ أو ورشة عمل قراءة كتب عن القادة والقيادة قراءة المزيد في الفصل 14: التعلّم من الإسهام في الجماعات من عدّة العمل المجتمعي لا تنسوا أنّ الأشخاص الذين أصبحوا قادة ناجحين اليوم لم يكونوا قادةً في يوم من الأيام. في ما يلي قائمة تتضمّن ما يقوم به القادة المجتمعيّون. لا يُفتَرض بكم أن تتمكّنوا من القيام بجميع هذه الأمور الآن. ولكنّكم على الأرجح تقومون مسبقاً ببعضها. ويمكنكم اختيار مهارات أخرى فيما أنتم تقرؤون. يُذكَر أنّ هناك أموراً أخرى كثيرة يقوم بها القادة ومهارات يتمتّعون بها لا تتضمّنها هذه القائمة. بعضها نتطرق إليه في أجزاء أخرى من عدّة العمل المجتمعي، مثل الفصل 16، القسم 1: إجراء اجتماعات فعّالة ، أو الفصل 14، القسم 9: اتّخاذ القرارات، أو الفصل 14، القسم 4: فهم حاجات الناس. كذلك، ترد مواضيع كثيرة أدناه جرى التطرّق إليها أيضاً بمزيد من التعمّق في أقسام مختلفة من هذا الفصل. وهذه لمحة سريعة عنها: وسّعوا آفاق أحلامكم لبناء رؤيتكم الخاصة ربّما لم تفكّروا من قبل في أنّ الحلم يشكّل جزءاً من القيادة. ولكنّ هذا صحيح! فالحلم هو أحد الأمور الأولى التي يجب أن تقوموا بها كقادة. فإذا كنتم ستصبحون قادة، من الجيّد والضروري أن توسّعوا آفاق أحلامكم عن أنفسكم وعن ما تريدون إنجازه. تقول مخرجة ومنتجة الأفلام ليلي فيني زانوك: "لا شيء يحدث من دون حلم. فأحلام اليقظة ستحلق نحو ما هو أعظم مما قد يتخيّله العقل الواعي. وكلّما تصوّرتم حلمكم، زاد فهمكم له. هكذا تبدؤون. وسرعان ما تجدون أنفسكم في طريقكم نحو تحقيق حلمكم." كثيراً ما يكون لدى الشباب آمال وأحلام كبيرة عما يستطيعون القيام به لتحسين عالمهم. وإذا عاد كلّ منّا بالذاكرة إلى أحلامنا كأطفال فقد نتذكّر أنّه كان لدينا نحن أيضاً بعض الأفكار. يمكنكم أن تجرّبوا هذه التمارين: قابلوا شخصاً شاباً. اسألوه عمّا كلن سيفعل لتغيير العالم لو كان يستطيع. اسألوه عن الأمر الذي يتمنّى أن يكون مختلفاً. حاولوا أن تتذكّروا أنفسكم عندما كنتم في سنّ المراهقة: ما الذي كنتم تريدون تغييره في العالم؟ ضعوا الاعتبارات العملية والمخاوف جانباً. حضّروا قائمةً بالأحلام التي تودّون أن تتحقّق. إذاً، كيف تحملون حلمكم وتحوّلونه إلى حقيقة؟ يمكن أن تبدؤوا من خلال بناء رؤيتكم الشخصية الخاصة: تعبرون عن حلمكم في كلماتٍ تنقل إلى الآخرين صورةً عمّا تريدون القيام به. فالمنظّمات تعتمد رؤى خاصة بها، كذلك يكنكم أنتم أيضاً أن تمتلكوا رؤيتكم الخاصة كقادة. يقول [المناضل الحقوقي] مارتِن لوثَر كِينْغ الإبن: "لديّ حلم بأن يعيش يوماً أولادي الأربعة الصغار في وطنٍ لن يُحكَم عليهم فيه على أساس لون بشرتهم، بل على أساس شخصياتهم". هذه رؤية. الآن، جاء دوركم: اكتبوا بعض الجمل التي تشرحون فيها كيف تريدون أن يكون عليه جزءٌ من عالمكم. رؤيتكم ستذكّركم بالهدف الذي تريدون الوصول إليه. ففيما أنتم تخوضون مهامكم اليومية المتعلّقة بتنظيم المجتمع، وأحياناً من دون تقدير أو تشجيع بالمقابل، تذكّروا أن "تضعوا الجائزة من وراء الهدف نصبَ أعينكم." للمزيد عن الرؤى، انظروا الفصل 8، القسم 2: التصريح عن الحلم: تطوير الرؤية والرسالة، والفصل 14، القسم 2: تطوير رؤية وإيصالها. استمعوا إلى الناس استمعوا إلى ما يريد الناس قوله: أنتم بحاجة إلى أفكارهم. أمّا هم فستزداد ثقتهم أنفسهم وسينخرطون أكثر إذا عرفوا أنّ آراءهم تحظى بالتقدير. وحتّى أصعب الأشخاص لديه أمر مهم يقوله. وليس علينا سوى أن نتعلّم الاستماع جيّداً حتى حبة الحقيقة وسط كل الزيف. قرّروا أنّكم أنتم الأشخاص المناسبون لتولّي المسؤولية عن مجتمعكم المحلّي عليكم اتّخاذ قرار بأن تقودوا وتروا أنفسكم كقادة مجتمعيّين. ما من أحد آخر يستطيع الإسهام بما تستطيعون أنتم الإسهام به، كما أنّ لديكم وجهة نظر ليست لدى أيّ شخص آخر. إلى ذلك، فأنتم تتمتّعون بمجموعة من المهارات الفريدة. فزاويتكم من العالم ستكون مختلفة إذا قرّرتم أن تتحرّكوا بالنيابة عنها. ضعوا الغايات ظهِّروا رؤيتكم في صورة واضحة تماماً: ركّزوا وضَعُوا بعض الغايات - أو الأهداف - طويلة الأمد وبعض الغايات قصيرة الأمد. هذه الطريقة تشقّ طريقاً حقيقياً لرؤيتكم. على سبيل المثال، إذا كانت رؤيتكم تقول: "بناء مجتمع محلّي يستطيع كلّ شخص فيه التمتّع بالحدائق العامة بأمان" فقد تكون الغايات التي تضعون كما يلي: غايات طويلة الأمد: إنشاء المزيد من الحدائق العامة. الحدّ من الجرائم في الحدائق العامة. غايات قصيرة الأمد: إيجاد أماكن الحدائق العامة، واكتشاف مَن يقصدها، وما هي مستويات الجرائم فيها. تأسيس علاقات عمل جيّدة مع عناصر الشرطة في المجتمع المحلّي والمسؤولين عن الحدائق العامة. تحديد الأفعال التي قد تحدّ من الجرائم في الحدائق العامة. اتّخاذ قرار بشأن الخيار الأفضل ما بين إنشاء منظّمة جديدة أو العمل من خلال المنظّمات القائمة. للمزيد، انظروا الفصل 8: بناء خطّة استراتيجية فكّروا في الأفراد الذين تضمّهم المجموعة عليكم أن تفكّروا كقادة في كيفية تأثير كلّ فرد على المجموعة: هل يوجد أفراد لا تُستخدم مواهبهم استخداماً جيّداً؟ هل يتصرّف أحد الأشخاص بطريقة تسبّب الانقسام أو تستنزف طاقة المجموعة؟ هل يحتاج أحد الأشخاص إلى بعض المساعدة لتعلُّم كيفية العمل ضمن فريق؟ فكّروا في المجموعة ككلّ على أحد الأشخاص أن يفكّر في المجموعة ككلّ: هل المجموعة متماسكة؟ هل يمتلك أفراد المجموعة رؤية مشتركة؟ هل الثقة وحسّ الدعم المتبادل موجودان؟ هل تحتاج المجموعة إلى بعض التدريب لمساعدتها على العمل بشكل أفضل؟ هل توجد بعض السياسات التي ينبغي على المجموعة تعزيزها؟ اقترحوا البرامج والسياسات تحتاج المجموعات إلى توجيه وسياسات حتى تستمرّ في المضي قدماً نحو أهدافها: لا يحتاج الأمر إلى موقف متسلط لكي تقدّم مقترَحات. يمكنكم تقديمها ثم الاستماع إلى استجابات الناس، ثمّ إجراء التغييرات المناسبة. إذاً، ينبغي أن يتولّى شخص ما مسؤولية دفع المجموعة قُدُما. أنجزوا العمل على شخصٍ ما أن يغوص في الوحل الأولي وأن يقوم بالمطلوب: هذا يشمل الحصول على مساعدة من الآخرين، والتأكّد من أنّ جميع الأسس موجودة لكي يُنجَز العمل بالطريقة الصحيحة. وعند الحاجة، قد يتضمّن ذلك أيضاً طباعة الملصقات، أو تنظيف المطبخ، أو إجراء المكالمات الهاتفية الإضافية، أو العمل حتّى وقت متأخّر، أو الاستيقاظ في وقت مبكر جداً. وظّفوا الآخرين وعلّموهم كيف يصبحون قادة أخيراً وليس آخراً: إنّ إحدى المهام المركزية والطويلة الأمد التي تقع على عاتق القائد المجتمعي هي تنمية قادة آخرين: تنمية القادة هي السبيل إلى بناء مجتمع محلّي قوي يضمّ أفراداً يمكنهم العمل معاً لتحقيق الغايات. وهذا هو أساس الديمقراطية. إلى ذلك، تشكّل تنمية القادة طريقة تتيح لكم أن تتركوا إرثاً من بعدكم، أي أن تتركوا أشخاصاً سيستمرّون في إعلاء قضيتكم وغاياتكم بعد أن تتركوا الساحة. انطلاقاً من ذلك، على القادة المجتمعيّين أن يكرّسوا جزءاً كبيراً من وقتهم لتجنيد الآخرين، وتشجيعهم، وتدريبهم، وإرشادهم، ودعمهم لكي يصبحوا قادة. في ما يلي بعض الخطوات التي يمكنكم اتّخاذها: ابحثوا عن أشخاص لديهم طاقة للقيادة هناك أشخاص من حولكم يحبّون أن توجه إليهم الدعوة لقيادة أمر ما. ساعدوا الناس على أن يروا أنفسهم كقادة: يمكن أن يحصل ذلك من خلال مساعدتهم على ملاحظة محطات القيادة "غير الرسمية" التي سبق أن تولّوها في حياتهم. هل هم آباء وأمهات، مثلاً؟-- هذا بالتأكيد موقع قيادة. ساعدوا الناس على تحديد أسباب رغبتهم في القيادة: استمعوا إلى الأشخاص وهم يتكلّمون عمّا هو مهمّ بالنسبة إليهم، وعمّا يتمنّون لو استطيعوا تغييره. ساندوا الأشخاص على اختيار أهداف القيادة التي يمكن بلوغها، والتي ستساعدهم على بناء ثقتهم بأنفسهم. لا شيء ينجح كالنجاح نفسه. ادعموا الأشخاص فيما هم يعملون على بلوغ غاياتهم: استمعوا إليهم وهم يتكلّمون عن نجاحاتهم، وعن مشاعر الإحباط التي أحسّوا بها: امدحوهم عليهم وشجّعوهم على الاستمرار. ادعموا الأشخاص عندما يرتكبون الأخطاء: الجميع يحتاج إلى المساعدة عندما يرتكبون الأخطاء. ساعدوهم على العودة إلى المسار الصحيح، وشجّعوهم على الالتزام به. تحدّوا الأشخاص على ينتقلوا إلى الخطوة التالية. تشكّل تنمية القادة استثماراً طويل الأمد. فغالباً ما يكون على القادة المجتمعيّين التركيز على تنمية قادة آخرين أكثر من التركيز على تحقيق غايات قصيرة الأمد. على سبيل المثال، قد يكون من الأهمّ المجازفة والسماح لشخص قليل الخبرة نسبياً بأن يترأّس اجتماعاً صغيراً ويكتسب مهارات جديدة. فإذا عمّت الفوضى في الاجتماع، فقد لا يكون ذلك سيّئاً إلى هذه الدرجة. تنمية القادة ليس مسعى مرتباً تماما. للمزيد، انظروا الفصل 13، القسم 1: تطوير خطّة لبناء القيادة. إذاً، هذا وصف أوّلي لمهام القائد المجتمعي. هل يبدو منهِكاً؟ تذكّروا: لا يُفترض بكم أن تعرفوا كيفية القيام بجميع هذه الأمور عندما تبدؤون. إن أمامكم بقية حياتكم لتبرعوا فيها. ما هي بعض ميزات القادة المجتمعيّين الناجحين؟ لا يُفترض بكم أيضاً أن تكونوا أشخاصاً مثاليين حتى تصبحوا قادة مجتمعيّين. وهذا جيّد، فنحن جميعاً غير كاملين. ولكن، قد يكون من المفيد لكم أن تعرفوا بعض الخصائص التي غالباً ما يتمتّع بها القادة المجتمعيّون الناجحون: النزاهة: حتّى يثق الناس بكم، يجب أن يعرفوا أنّكم تقولون ما تؤمنون به وتتصرّفون وفقاً لذلك. وإذا وثق الناس بكم، فقد يتبعونكم إلى أبعد الحدود. الشجاعة: من المقبول أن تخافوا، ولكن ينبغي أن يقوم شخص ما بالمهام الصعبة، وقد تكونون أنتم هذا الشخص. فالقيادة تعني إظهار السبيل نحو الخروج من الأوضاع المظلمة والمخيفة للآخرين. إذاً، بادروا إلى قول الحقيقة – حتّى عندما لا تكون شائعة. الالتزام: عليكم الالتزام بمهمّة معيّنة في الأوقات الطيبة والأوقات السيّئة. التزامكم سيشكّل مثالاً يُحتذى به. القدرة على الاهتمام بالآخرين: سيتبعكم الناس إذا عرفوا أنّكم تهتمّون بهم وبالآخرين. كلّما زادت قدرتكم على الاهتمام بجميع أنواع الناس، تزداد ثقتهم بكم. الإبداع والمرونة: إنّ كلّ وضع يستدعي استجابة مختلفة. كونوا مستعدّين للتغيير والإتيان بحلول جديدة. تلك كانت هي بعض ميزات القادة الناجحين. فما هي خصائص القيادة الأخرى التي تعتقدون أنّها مهمّة؟ الحصول على الدعم وتقديمه كقادة على جميع القادة دعم الآخرين لمساعدتهم على التقدّم باستمرار، والسيطرة على ما يواجههم من مخاوف وإحباط. كذلك، يشعر القادة أحياناً بالعزلة في عملهم؛ فهم بحاجة إلى أن يستمع الآخرون إلى أفكارهم، كما أنّهم يحتاجون إلى أن يستمعوا إلى أفكار الآخرين. يمكنكم تنمية علاقات مع الناس تساعد على تشارك نجاحاتكم في القيادة، وعن مشاعر الإحباط، ولمعالجة المعلومات الوفيرة التي تطّلعون عليها في دوركم القيادي. بإمكانكم أن تحدّدوا موعداً منتظماً تتكلّمون فيه مع شخص آخر أو أكثر عن لعب دور القيادة. يمكن أن يجري كل ذلك بطرق "غير رسمية "وغير منظّمة. ولكن من المفيد أحياناً ترتيب هذه الأمور بشكل منظم في مجموعة قيادة. في ما يلي بعض الاقتراحات لمجموعات القيادة: ابدؤوا الاجتماع بإعطاء كلّ شخص فرصةً للتكلّم الأمور التي تسير بشكل جيّد – فهذا يولّد صدى إيجابياً في البداية. أعطوا كلّ شخص فرصةً للتكلّم عن قيادته، من دون مقاطعته ومن دون إعطائه أيّ نصائح. يمكن تخصيص خمس إلى عشر دقائق لذلك. (هذا يوفّر للأشخاص فترة من الوقت لاتّباع تسلسل أفكارهم الخاصة من البداية وحتّى النهاية.) في بعض الأوقات، قد يمكنكم استخدام هذه الأسئلة لمساعدة كلّ شخص على التركيز. وهنا أيضاً، علينا أن نتيح لكل شخص أن يجيب عنها من دون مقاطعته: ما الذي أنجزتموه مؤخّراً؟ (الأسبوع الماضي، الشهر الماضي) ما هو وضع مجموعتكم أو منظّمتكم؟ أين تواجهون الصعوبات كقادة؟ ما هي أهدافكم أو غاياتكم للفترة المقبلة؟ كلمة عن المشاعر يتعرّض جميع الناس في العصر الحديث للضغط النفسي من حين إلى آخر. ومتطلّبات القيادة يمكن أن تزيد من هذا الضغط النفسي. لذلك، على القادة أن يعرفوا كيف يتعاملون مع المشاعر الناتجة عن الضغط النفسي الذي يسبّبه عملهم. فقد ينتابهم مزاج سيء بعد يوم من التعاطي مع مشكلات لا تُعدّ ولا تُحصى. في الواقع، يمكن أن يقوى احتمال تعرّضكم للتداعيات العاطفية مع ازدياد التحدّيات التي تتولّونها كقادة، ومن غير المفاجئ أن تزداد صعوبة التفكير بشكل صائب. يؤدي الضغط النفسي إلى أن يصيبنا جميعاً الجمود أو الارتباك بسبب مخاوفنا، وقلقنا، وشعورنا بالإحباط. في هذه الأحوال يصبح من السهل أن تصدر عنا ردّات فعل من دون تفكير. أحياناً، تدفعنا مشاعرنا إلى تجنّب اتّخاذ التدابير عندما يتطلَبها الوضع منا. وأحياناً، تقودنا مخاوفنا إلى التصرّف بطرق غير عملية. وليس من المستغرب أن يقوم الأشخاص الذين يتولّون مناصب قيادية بمعالجة مشاعرهم المتراكمة من خلال إيذاء أنفسهم. فجميعنا نعرف أشخاصاً يتعاطون المخدّرات، أو الكحول، أو يفرطون في الأكل، أو يدخّنون، أو يمرضون... عندما تصبح الضغوطات النفسية منهِكة للغاية. معظمنا عانى مثل هذه المسائل. جميعكم يتمتع بأهمية كبرى، فلا تدعوا المشاعر السلبية تضرّ بكم. عافيتكم الشخصية هي، على الأقلّ، بنفس أهمية القضايا والأشخاص الذين تناضلون من أجلهم. فلا تنتظروا حتّى تقعوا في المآزق لكي تبدؤوا يمعالجة مشاعركم. إذاً، ما الذي يجب أن تقوموا به عندما يتراكم الضغط النفسي؟ أحد الأمور التي تستطيعون القيام بها هو التعبير عن هذا الضغط النفسي. اطلبوا من أحد الأشخاص أن يستمع إليكم، وأخبروه بما يجري. وأخبروا أحدهم بما تجدونه صعباً. إن الحصول على بعض الانتباه الجيّد يمكنكم من تخفيف الثقل المُلقى على عاتقكم. وقد تشعرون بأنّ التزامكم قد تجدّد وبأنّكم أصبحتم أكثر قدرةً على التفكير من جديد في هذه المشكلات الصعبة. في الواقع، إنّ التكلُّم مفيد، كذلك البكاء والضحك. فإذا بكيتم أو ضحكتم جيّداً مع أحد الزملاء أو الأصدقاء، قد تتمكّنون من إعادة التفكير النشط ببعض هذه المشكلات المعقّدة. .
عرض المزيد