كتاب أصول المعرفة والمنهج العقلي
تحميل كتاب أصول المعرفة والمنهج العقلي pdf بحثنا في هذا الكتاب ليس بحثا فلسفياً ولا أخلاقياً ولا اجتماعياً أو سياسياً، كما أنه ليس بحثاً طبيعياً أو رياضياً. لأن كل هذه العلوم والمعارف لها موضوعاتها الخاصة بها التي تميزها عما سواها، ولها مناهجها المعرفية المختلفة المناسبة لها، التي تحقق مسائلها العلمية المطلوبة فيها.
وإنّما بحثنا في هذا الكتاب يدور حول أصول المعرفة الذي يتناول هذه المناهج المعرفية المستعملة في تحقيق وإثبات مسائل سائر العلوم، الأمر الذي يعطيه التقدم الذاتي والصدارة الطبيعية على جميع العلوم والمعارف الإنسانية.
وذلك لأن العقل السليم والصريح كما يقطع بضرورة الاستدلال على المطالب العلمية قبل التصديق بصحتها أو سقمها، فهو يقطع أيضاً بضرورة البحث عن حجية تلك الأدلة التي يستدل بها على غيرها في المرتبة السابقة من البحث والتحقيق، وإلاَّ لأصبح الاستدلال بها ضرباً من الوهم والخيال، والصرح العلمي والفكري المبني عليها قصراً على رمال.