تحميل كتاب لكي تقر عينك سليمان بن محمد الصغير PDF

شارك

شارك

كتاب لكي تقر عينك لـ سليمان بن محمد الصغير

كتاب لكي تقر عينك

المؤلف : سليمان بن محمد الصغير
القسم : العلوم الإسلامية
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب :
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 204 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب لكي تقر عينك pdf هذه رسالة لطيفة موجهة إلى كل مسلم في شأن (الصلاة)، التي قد أُلف فيها الكثير واطلعت على عدد مما ألف في فضلها وأحكامها وآدابها.. الخ، وكل ذلك يفي بالغرض ويؤدي المطلوب، ويحقق الهدف لو كان مجموعًا في كتيب واحد، ولكن أكثر ذلك متفرق، فرأيت جمع ما أمكن مما يتعلق بالصلاة من أحكام وأمور وجوانب ومسائل متفرقة في رسالة تستوعب ذلك وتعرضه بإيجاز تكون قريبة المتناول سهلة القراءة، وسميتها: «قرة عيون المؤمنين والمؤمنات» وقسمتها قسمين، قسم موجه إلى كل مسلم ومسلمة ممن يؤدون الصلاة أو يتهاونون بها أو من هم في صلاتهم ساهون، وعنونته بـ: همسات مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وأما القسم الآخر فهو موجه للمصلين والمصليات فقط وعنونته بـ: وقفات مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا كما رأيتموني أصلي». أولاً: همسات من قوله: - صلى الله عليه وسلم - «وجعلت قرة عيني في الصلاة» ([1]). أهمس في سمعك أيها الأخ المسلم وأيتها الأخت المسلمة إن كنتما ممن يتهاون بالصلاة أو يسهو عنها أو لم يَرَ لصلاته أثرًا في سلوكه وتصرفاته أن نستلهم معًا معنى قرة العين في الحديث في الصفحات الأولى من هذه الرسالة وهو: «همسات» أسأل الله تعالى أن تكون صادقة نافذًا أحسنها إلى قلبك؛ لتعرف نفسك وتراها في صلاتك، وإن كنتما ممن منَّ الله عليهما بالمحافظة على الصلاة فلتتما قراءة هذه الرسالة لتريا مكانكما بين من يؤدي حقها وبين من يسرقها.: نعم فكل صلاة لها حق! فمن المصلين من يؤديه، وكمْ منهم من يسرقه! وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته..»([2]). * تأمل قول نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أرحنا بالصلاة يا بلال»([3])، وتأمل فعله عليه الصلاة والسلام عندما يحزُبُهُ أمرٌ تراه يفزع إلى الصلاة. إنه يجد الراحة والطمأنينة والسكون ويبحث عنها في الصلاة فيجد فيها راحة للنفس وقوة في القلب وانشراحًا في الصدر وتفريجًا من همٍّ وكشفًا للغم، ثم إذا انصرف من صلاته وجد خفة في نفسه، وأحس بأثقال قد وُضعت عنه، ووجد نشاطًا وراحة وروحًا حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها، لأنها قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا فليستريح بها وليس منها! لا سبيل إلى الخلاص من مقلقات هذا العصر وما يعتري الإنسان من اكتئاب ووحشة في الصدر وصدأ في النفس إلا في الصلاة، ومتى أهملت فلن ينتفع مهملها بطاعة أو قربة أو يهنأ بعيش أو تجدي فيه رقية أو تؤثر فيه عقاقير أو أدوية. وعلى قدر الإهمال تكون درجة الانتفاع. إن هذه الصلاة توقظ في نفس المصلي ضميره، وتحيي وجدانه وتبعث في القلب الحياء من الله وتغسل الضمائر من الضغائن والآثام، وتدعو إلى الصدق والأمانة، وتجلو صدأ القلوب، وتزيل خبث النفوس وتقضي على الرذائل، وتطبع النفس على محبة الله والإيمان به، وتحبب مكارم الأخلاق إلى النفس، وتغض العين عن المعاصي، وتطهر النفوس وتزكيها وتسمو بها إلى أعلى الدرجات، وتبعد عن كل نقيصة، وتقرب إلى كل فضيلة، وتحول بين كل ما يشينه، وبها تحتسب حسنات الطاعات والقربات، وبدونها لا تقدم الطاعات ولا تؤخر. * من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، لا يصح إسلام بدونها، مَنْ تركها فقد كفر، وهي مظهر لشكر الخالق، تطرد الغفلة عنه تعالى، وتكسب المصلي قوة في الإرادة والعزيمة في القلب، تعلمه السكينة، وتعوده على النظام، وتجعله يعيش الطهارة دائمة في بيته وثيابه وبدنه، وتعيد له نشاطه، وتذهب عنه الكسل وتنشط دورة الدم. * هذا غيض من فيض الصلاة، وإليك الهمسة الخاشعة مع قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر﴾([4])، وتأمل هذا الحديث: «قَسَمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وإذا قال: إِياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»([5]). أرأيت لماذا كان تلاوة الفاتحة ركنًا في كل ركعة لا تصح الصلاة إلا به، والصلاة بعد ذلك درس قرآني في جو من طهارة النفس وصفاء القلب، وخشوع الجوارح، وحضور الذهن، يتلو المصلي فيها آيات القرآن وهو يناجي ربه بفهم وخشوع وتدبر، وهو الجو الذي تتأثر فيه النفس بتوجيه القرآن ولهذا كانت الصلاة نهيًا عن الفحشاء والمنكر. وعندما نتدبر الأمر في قوله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ نجده ليس أمرًا بمجرد الصلاة، ولكنه أمر بإقامتها، وتعبير الإقامة له مدلول كبير، فيه حضور القلب وإعمال الفكر وصفاء الروح وخشوع الجوارح وطهارة البدن والنفس، فهو جو يتيح للقرآن أن يصل إلى غايته فيسموا بالنفس فوق دوافع الجسد، ويحررها من أسر شهواتها، ويطهرها من الإِثم، ويسد فيها منافذ الشيطان، ويكيف سلوكها بطابع القرآن. * همسة لئلا تكون هلوعًا وجزوعًا ومنوعًا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾([6]). تأمل هذه الآيات الأربع ليتملكك العجب، ويزداد يقينك بأن كلام الله لا يمكن أو يقدر بشر على مثله، فإن الله سبحانه لما وصف الإنسان بقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ والهلع هو الفزع الشديد، ذكر ما يثيره الهلع للإنسان فقال: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا﴾ والجزع: ضد الصبر، ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ والمنع: ضد الإعطاء، وكلا الوضعين مذموم قد أمر الشرع بضديهما من الصبر والإِيثار، وقد أثنى الله سبحانه على الصابرين والمؤثرين، فتبين أن الهلع من أرذل صفات الإنسان، فذكر الله صفات من سَلِم منه فقال: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ أي المحافظين على الصلاة التي هي مواطن الافتقار، العريقين في هذا الوصف، فإنه لا يشتد هلعهم فلا يشتد جزعهم ولا منعهم، فيكونوا في أجسن تقويم معتدلين مسارعين فيما يرضى الرب، لأنه سبحانه قرن بما جبلهم عليه من الهلع من طهارة الجسد لطهارة طينته وزكاء ما هيأه به لتهذيب نفسه مما يسره له من أصدقاء الخير وأولياء المعروف وسماع المواعظ الحسان، والإِبعاد عن معادن الدنس من البقاع والأقران والكلام والأفعال وغير ذلك من سائر الأحوال: والملابسة بكل ما يحمل على المعالي من صالح الخلان حتى كانوا من أهل الكمال، ولذلك وصفهم بما يبين عراقتهم في الوصف بها فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ﴾ أي: بكلية ضمائرهم وطواهرهم ﴿عَلَى صَلَاتِهِمْ﴾ أي: التي هي معظم دينهم وهي النافعة لهم لا لغيرهم بما أفادته الإضافة، والمراد الجنس الشامل لجميع الأنواع إلا أن معظم المقصود الفرض، ولذلك عبر بالاسم الدال على الثبات في قوله ﴿دَائِمُونَ﴾ أي لا فتور لهم عنها ولا انفكاك لهم منها بل يلازمونها ملازمة يحكم بسببها أنها في حال الفراغ منها نصب أعينهم بدوام الذكر لها والتهيؤ لأدائها لأنها صلتهم بمعبودهم الذي لا خير عندهم إلا منه، فلم يكونوا ناسين لمساوئهم، ولا آسين بمحاسنهم، وكفى بالصلاة بركة في دلالتها على النجاة من هذا الوصف لأسباب النار. ثم أعقب ذلك ذكر أوصاف هؤلاء المصلين فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾. ويأخذك عجيب شأن الصلاة أنه كما فتح هذه الأوصاف بالصلاة بقوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ ختمها بالصلاة بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ مشيرًا إلى حفظ أحوال الصلاة وأوصافها بعد ذكر الحفظ لذواتها وأعيانها تنبيهًا على شدة الاهتمام بها: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ﴾ وسَّط الضمير إشارة إلى الإِقبال بجميع القلب وقدم الصلة تأكيدًا وإبلاغًا في المراد إلى أقصى ما يمكن كما لا يخفى على ذي ذوق، فقال: ﴿عَلَى صَلَاتِهِمْ﴾ من الفرض والنفل ﴿يُحَافِظُونَ﴾ أي يبالغون في حفظها ويجددونه حتى كأنهم يبادرونها الحفظ ويسابقونها فيه فيحفظوها لتحفظهم أو سابقون غيرهم في حفظها لأوقاتها وشروطها وأركانها ومتمماتها في ظواهرها وبواطنها من الخضوع والمراقبة ([7])، وغير ذلك من خلال الإِحسان التي إذا فعلوها كانت ولابد ناهية لفاعلها:﴿إِنَّ الصَّلَاةَ﴾ الكاملة ﴿تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر﴾. .

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب