كتاب محبة الزوجات
تحميل كتاب محبة الزوجات pdf 2001م - 1443هـ محبة الزوجات من التزكية والأخلاق من أسباب المودة بين الزوجين جعَل الله المودَّةَ بين الزوجينِ آيةً ظاهرة، ومعجزةً باهرة، وآية من آياته الدالَّة على ربوبيَّتِه، وهي مِن أسباب دوام العِشْرة بينهما، والألفة في العَلاقة بينهما، فقال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. وبهذه المودَّة والمحبَّة تنتظمُ الحياة الأُسرية، وتسير على وَفْقِ الشرع الحنيف، وتسودُ أجواءَ الأسرةِ السكينةُ والطمأنينة، ومِن تلك الأسرة السعيدة يتخرَّج الأبناء ويكونون أداةً صالحة في خدمة دينهم ومجتمعهم. وهذه المودَّة والرحمة والسكينة لا تجدُها في العَلاقات الجنسية المحرَّمة؛ لأن الغرض ليس هو بناءَ أسرة، وتربية الأجيال، وتطبيق السُّنة في تكثير النسل، بل هو لقضاءِ الشهوة واستفراغها فيما حرَّم الله؛ ولذا فإن ما بُني على باطلٍ فهو باطلٌ، وما كان أساسُه غيرَ متينٍ سرعان ما ينهار ويضمحلُّ، فتجد آثار هذه العَلاقات الجنسية، وتلك الصدقات الوقتية - وخيمةً على الفرد والمجتمع؛ مِن انتشار الجرائم، وفقدان الأمن والأمان، وشُيُوع الخوف والرعب، مهما احتاط لها أصحابها، ومهما زيَّنوها وحسَّنوها وجمَّلوها، ومهما جعَلوا لها ما يحرسها ويحميها، أو سنُّوا لها القوانين والأنظمة. وقد جعَل الإسلامُ الأسسَ والقواعد المتينةَ في دوام الألفة، وبناء المحبة بين الزوجين، واستمرار التقارب بين المحبين، وأرشد المسلمين إلى أسسِ التعامل الحسنِ بينهما مِن أجل ديمومةِ الرحمة، والحفاظ عليها مما يعصِفُ بها من مشاكل، وتواجهه من عقبات، فإذا كانت الأسسُ التي تُبنَى عليها الأسرة متينةً، فإنه يؤدي إلى سعادتها وارتقائها، ويجعل الله لتلك الأسرةِ قرَّة العين، وراحة البال، وسعادة القلب، ويتخرَّج في دائرة تلك الأسرة الأجيالُ الصالحة النافعة. .
عرض المزيد