كتاب أم المؤمنين حفصة بنت عمر الصوامة القوامة
تحميل كتاب أم المؤمنين حفصة بنت عمر الصوامة القوامة pdf 2000م - 1443هـ حفصة بنت عمر بن الخطاب هي إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. أسلمت حفصة في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد. كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي، الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارًا بدينه، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه "صلى الله عليه وسلم"، وشهد بدرًا أولاً ثم شهد أحدًا، وتوفي إثر جراحه، وترك من ورائه زوجته حفصة بنت عمر، فترملت ولها 20 سنة، ما جعل عمر بن الخطاب حزين لابنته الشابة، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عدتها في أمرها من سيكون زوجًا لابنته. مرت الأيام وما من خاطب تقدم لها، وهو لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من اهتمامه، فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها، وانتظر عمر أن يتقدم لها خاطب وتطاولت الأيام عليه وابنته الشابة يؤلمها الترمل فعرضها علي أبي بكر الصديق فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان فقال: "بدا لي اليوم آلا أتزوج". وشكا حاله إلى النبي، فقال "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة"؟. وعمر لا يدري قول النبي لما به من هموم لابنته، ثم خطبها النبي ونال عمر شرف مصاهرة النبي بزواجه من حفصة، وزوج رسول الله عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها روقية. حظيت حفصة بنت عمر بن الخطاب، بالشرف الرفيع التي حظيت به عائشة بنت أبي بكر الصديق، وتبوأت المنزلة الكريمة من بين أمهات المؤمنين. كانت حفصة تتمتع بالعديد من الصفات الحميدة فكانت، الصوامة، القوامة تلك شهادة صادقة من أمين الوحي "جبريل عليه السلام.. وبشارة محققة: إنها زوجتك يا رسول الله في الجنة". ووعت حفصة، مواعظ الله حق الوعي، وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأديب، وعكفت على المصحف تلاوة وتدبرًا وتفهمًا وتأملاً ما آثار انتباه أبيها عمر بن الخظاب إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالى ما جعله يوصي بالمصحف الشريف المكتوب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي. بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن، قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عددًا من النسخ، والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج. توفيت حفصة في شعبان عام 41 للهجرة، بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبدالله وعاصم. توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم. شخصيتها عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد. وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت «يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي»، فقال: «أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟» فقالت حفصة: «بلى» فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: «لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ»، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سبباً لتطليق النبي محمد لها. ثم ردّها بعد أن جاءه جبريل قائلاً له: «رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.» وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ Aya-1.png قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ Aya-2.png وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ Aya-3.png إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ Aya-4.png La bracket.png، فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء. كما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين، عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً، منها ثلاثة متفق عليها، وانفرد مسلم بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد وحارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن صفوان والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وأورد بقيّ بن مخلد في مسنده ستين حديثاً عنها. .
عرض المزيد