كتاب ملامح المنهج المعتدل وأثر وسطيته في حياة المسلمين
تحميل كتاب ملامح المنهج المعتدل وأثر وسطيته في حياة المسلمين pdf الوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف، وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال؛ بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي، كما ذكر في القرآن:﴿وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾" حيث تشير تلك الآية إلى أهمية الوسطية وتحقيق التوازن في الحياة. ومرجع الوسطية إلى الشرع فما وافق الشرع فهو الوسط فالتشدد في محله وسطية والرفق في محله وسطا كذلك.، والوسط يفيد معنى البعد عن الإفراط والتفريط، والزيادة على المطلوب في الأمر إفراط والنقص عنه تفريط، وكلٌّ من الإفراط والتفريط ميل عن الجادة القويمة؛ فهو شر ومذموم، والخيار هو الوسط بين طرفي الأمر، أي المتوسط بينهما؛ ولذلك يقول القرطبي: ((لما كان الوسط مجانبًا للغلو والتقصير كان محمودًا)) ويقول الدكتور محمد عمارة الذي ينتمي للمدرسة الوسطية ويدعو إليها، فيقول عنها إنها( الوسطية الجامعة )التي تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفا جديدا مغايرًا للقطبين المختلفين ولكن المغايرة ليست تامة، فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل، والإيمان الإسلامي يجمع بين الإيمان بعالم الغيب والإيمان بعالم الشهادة، والوسطية الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية باعتبار ذلك خصيصة مهمة من خصائص الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي، بل هي منظار للرؤية وبدونه لا يمكن أن نبصر حقيقة الإسلام، وكأنها العدسة اللامعة للنظام الإسلامي والفكرية الإسلامية.والفقه الإسلامي وتطبيقاته فقه وسطي يجمع بين الشرعية الثابتة والواقع المتغير أو يجمع بين فقه الأحكام وبين فقه الواقع، ومن هنا فإن الله جعل وسطيتنا جعلا إلهيا ﴿جعلناكم أمة وسطا﴾ سورة البقرة آية 143. أول مبادئ المنهج المعتدل القويم منهج أهل السنة والجماعة هو الاعتصام بالوحي المنزل على عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كتاب الله وسنة نبيه، وكلاهما وحي من الله جل وعلا. قال تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين} الأنعام:106 ، وقال تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} هود:112 ، وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} آل عمران:31 ، وقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} النساء:80 ، وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الحشر:7 والآيات في هذا المعنى كثيرة. فلا إيمان لمن لم يؤمن بالقرآن، ويتبع سيد الأنام محمد بن عبد الله عليه السلام . ولذلك كان أول أصول أهل السنة والجماعة الأخذ بالقرآن، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن فرق بين القرآن والسنة فقال نؤمن ببعض ونكفر ببعض فقد كفر لأن كلاهما من الله سبحانه وتعالى. .
عرض المزيد