كتاب معلمة الإسلام - الجزء الأول
تحميل كتاب معلمة الإسلام - الجزء الأول pdf المراد بالمعلمة: المعجم الذي يحوي العلوم والفنون، وهي من الصيغ التي تدل على المكان الذي يكثر فيه الشيء. والمعلمة هي التي سماها بعضهم (دائرة معارف) وهي تعريب لفظي لكلمة (انسيكلوبيدية) الإفرنجية لكنها في العربية لا تفيد فائدة المعلمة. وسماها بعضهم (كتاب موسوعات) هذا ما نقله العلامة أحمد تيمور عن الكرملي في تفسير كلمة (المعلمة) وقال: إن اللغويين لم يتفقوا على لفظة عربية مفردة يصح إطلاقها على نوع المعاجم المعروفة عند الإفرنج باسم (Encyclopedie) ولهذا اضطر مؤلفو هذا النوع عندنا إلى اختيار أعلام مركبو لمعاجمهم تدل بالتقريب على ما تحتويه.
ونقول: إن أول من أطلق على هذا الصنف كلمة (دائرة معارف) هو البستاني، وتبعه فريد وجدي، وقد استعمل البعض كلمات: قاموس ومعجم وموسوعة على التوالي، ولم يستعمل أحد بعد مصطلح (معلمة) مع أنه أوفى وأكثر إحاطة وشمولاً. وبالجملة فالمعلمة موسوعة قاصرة على المصطلحات في الفكر والعقيدة، وهذا ما قصدنا إليه، وما يتميز به هذا العمل الذي بين يدينا عن المعاجم المختلفة.
وبالعودة لمواد هذه المعلمة نجد أنها: تتضمن (99) مصطلحاً موزعاً على (22) باباً تمثل هذه الأبواب مختلف جوانب الفكر والمجتمع دائرة حول محور واحد هو "الإنسان" فهي تعالج قضايا النفس والأخلاق والتربية، وتكشف وجهة نظر الإسلام فيها، ثم تتناول قضايا العقل والعلم والفلسفة من جهة أخرى في ضوء الإسلام، ثم تعرض لأمور المجتمع والمرأة والشباب والشريعة والسياسة والاقتصاد كشفاً عن حقائقها، وقد عالجها الإسلام جميعاً، وأدلى فيها برأيه، ثم تناول أمر الدين بعامة والإسلام بخاصة، وقضايا الأجناس والحضارة والتاريخ فيما يتصل بالإنسان من حيث هو فرد، ومن حيث الجماعة، وتعرض لموقفه من الأدب ومن الفكر ومن الثقافة، فلم يدع قضية من القضايا التي تدور حول أموره جميعاً إلا أوضح فيها مدى الفارق العميق بين رأي الفكر البشري، ورأي الإسلام، وأيها أقرب إلى الفطرة، وأصدق في مقاييس العلم، وأنضج في تقدير العقل، وأهدى إلى طمأنينة النفس، وأبعد عن الوهم والشبهة والظن والهوى.
وفي مجال الإسلام وقضاياه يتسع مجال القول عن القرآن والنبوة والعقيدة والشريعة والتوحيد والقدر والجهاد والغيبيات، وحين يتصل الأمر بالفلسفات تتعرض المعلمة للحرية والعقل والشك والموت، وتتحدث عن الوجودية والإلحاد والوثنية والروحية والمادية، وتعرض للاعتزال والباطنية والقاديانية والبهائية والثيوصوفية والماسونية.
وفي مجال الفكر تتناول مواد المعلمة: الاستشراق والتبشير والتغريب والإسرائيليات وقضايا حرية الفكر والتراث والأصالة والثوابت والمتغيرات والاقتباس وسلم القيم. وفي مجال السياسة: تتناول المعلمة الديمقراطية والقومية والأجناس والشعوبية والصهيونية العالمية والعنصرية والفرعونية والفينيقية.
وهناك قضايا الأسرة والملابس والتعليم، وقضايا الفصحى والعامية، وقضايا الجنس والحب، وقضايا العلم والدين، والعلم والفلسفة، والعلم والعلمانية، والتطور. وفي مجال الأدب: قضايا الأساطير والترجمة والقصة والأدب المكشوف. وفي مجال الاقتصاد: قضايا الماركسية والرأسمالية والإسلام. وفي مجال التاريخ: قضايا التفسير المادي والتفسير المناخي، والتفسير الروحي.
وهناك علاقة الأديان بالإسلام، وهل الإسلام دين بمفهوم الغر؟ وهناك العلوم الاجتماعية ومفاهيمها وموقف الإسلام منها، وهناك علوم الأجناس والتحليل النفسي، ومناهج الأدب الوافدة، ومفهوم الفن، ومناهج التربية والتعليم والثقافة ومدى علاقتها، وهناك قضايا المرأة في الأسرة والمجتمع والعمل، وما يطرحه الاستعمار في أفق العالم الإسلامي من قضايا ازدحام السكان وتحديد النسل، وما تطرحه الصهيونية من شبهات لإيجاد التناقض بين الدين والدولة، والعروبة والإسلام، والشريعة والعصر، وما يتصل بالربا والحدود، وعلاقات الشباب بالآباء والأمهات والمعلمين، كل هذا في 99 مادة ومصطلحاً موزعة على أربعة مجلدات وهي عصارة قراءة مئات الأبحاث والمراجع والمصادر، تستهدف في مجموعها غرضاً واحداً، هو الإجابة على السؤال الذي يدور على كل لسان: ما هو موقف الإسلام؟