كتاب لماذا نبتلى
تحميل كتاب لماذا نبتلى pdf ابتلاء وردت كلمة الابتلاء ومشتقاتها في القرآن سبعاً وثلاثين مرة، وهي من المفردات التي يكثر تداولها في أدبيات كتب التفسير والتاريخ والسير ونحوها. كثيرًا من الناس تمرُّ بهم الأحداث سراعًا دون أن يكون لهم معها وقفات وتأملات، فيحدث بسبب ذلك عندهم تصورات خاطئة، واعتقادات باطلة ولكن الأحداث التي تمرُّ بها الأمة اليوم قد تفرز تلك التصورات الخاطئة، ومن هنا كان لابد من التنبيه والبيان والتصحيح، وهذا الكتيب لمَن سيطر عليه الوهم، وأصابته الحيرة والشكوك، ووقع في لوثة تلك التصورات والاعتقادات الخاطئة. من حِكَم الابتلاء تكفير السيئات : الابتلاءات التي تصيب المؤمن فيصبر عليها سبب لتطهيره من السيئات كما قال تعالى ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، (( أي تنقيتهم من الذنوب بالابتلاءات )). وعن أبي هريرة عن النبي قال : (( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه )) ، وإنما قال : (( من خطاياه )) لأن بعض الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة وإرجاع الحق إلى أهله . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة )) . رفع الدرجات (في الدنيا والآخرة): قال ابن القيم في ذكره للحكم والغايات المحمودة من ابتلاء يوم أُحد : (( إنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته، لم تبلغها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة، فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه .. كما قال تعالى :﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ . تحقيق العبودية لله في السراء والضراء : قال ابن القيم في ذكره لحكم الابتلاءات : (( استخراج عبودية أوليائه وحزبه في السراء والضراء، وفيما يحبون وما يكرهون، وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم، فإذا ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون ويكرهون فهم عبيده حقا، وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السراء، والنعمة والعافية )). بيان حقيقة الناس ومعادنهم : قال الفضيل بن عياض :«الناس ما داموا في عافية مستورون فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم فصار المؤمن إلى إيمانه والمنافق إلى نفاقه».،ففي الابتلاءات يتميز الناس، ويظهر كل واحد على حقيقته كما قال تعالى : ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب﴾ .قال ابن القيم : (( أي ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين حتى يميز أهل الإيمان من أهل النفاق، كما ميزهم بالمحنة يوم أُحد )) .
عرض المزيد