تحميل كتاب آل البيت وحقوقهم الشرعية سليمان بن عبد القوي الطوفي PDF

شارك

شارك

كتاب آل البيت وحقوقهم الشرعية لـ سليمان بن عبد القوي الطوفي

كتاب آل البيت وحقوقهم الشرعية

المؤلف : سليمان بن عبد القوي الطوفي
القسم : العلوم الإسلامية
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب :
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 273 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب آل البيت وحقوقهم الشرعية pdf مقدمة الطبعة الثانية إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.... أما بعد: فقد أوجب الله سبحانه وتعالى لأهل بيت نبيه - صلى الله عليه وسلم - حقوقًا، وخصهم بفضائل، وقد ظهر الفرق جليًا بين أهل السنة وبين مخالفيهم في تلقيهم لهذه الحقوق والفضائل، فأهل السنة أقروا بها وقاموا بها دون أي غلو أو تفريط، أما مخالفوهم فقد كانوا على طرفي نقيض في هذا، فطائفة منهم زادوا على هذه الحقوق أشياء؛ بل منهم من بلغ بأصحابها منزلة رب العالمين، وقابلهم من تركها واعترض عليها، بل منهم من جعل أصحابها في منزلة الظالمين. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذه الرسالة المختصرة في التعريف بهم وبيان حقوقهم الشرعية بلا إفراط ولا تفريط. التعريف اللغوي - يقال أهل الرجل زوجه، والتأهل التزويج، قاله الخليل ([1]). وأهل البيت سكانه، وأهل الإسلام من يدين به ([2]). - أما الآل فجاء في معجم (المقاييس في اللغة) قوله: «آل الرجل أهل بيته»([3]). - وقال ابن منظور: «وآل الرجل أهله، وآل الله وآل رسوله أولياؤه، أصلها (أهل) ثم أُبدلت الهاء همزة، فصار في التقدير (أأل)، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفًا»([4]). وهو لا يضاف إلا فيما فيه شرف غالبًا، فلا يقال: آل الحائك خلافًا لأهل، فيقال: أهل الحائك. وبيت الرجل داره وقصره وشرفه ([5])، وإذا قيل: البيت انصرف إلى بيت الله الكعبة؛ لأن قلوب المؤمنين تهفو إليه والنفوس تسكن فيه، وهو القبلة، وإذا قيل: أهل البيت، في الجاهلية، انصرف إلى سكانه من قريش خاصة، وبعد الإسلام إذا قيل: أهل البيت، فالمراد آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -([6]). التعريف الاصطلاحي اختلف العلماء في تحديد آل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أقوال أشهرها: القول الأول: هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة، وبه قال الجمهور. القول الثاني: هم ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه خاصة، اختاره ابن العربي([7]) وانتصر له، ومن القائلين بهذا القول مَنْ أخرج زوجاته. القول الثالث: آل النبي - صلى الله عليه وسلم - هم أتباعه إلى يوم القيامة([8])، واختاره الإمام النووي من الشافعية ([9]) والمرداوي من الحنابلة([10]). القول الرابع: هم الأتقياء من أمته. والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول. قول الجمهور. وبناءً عليه: من هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة؟ الجواب: هم بنو هاشم وبنو المطلب، هذا هو الراجح؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد»([11])، ومن العلماء من قَصَرَ التحريم على بني هاشم فقط دون بني المطلب. مفهوم آل البيت عند الشيعة الاثنى عشرية جمهور الشيعة يرون أن المراد بأهل البيت هم أصحاب الكساء الخمسة، وأنهم هم الذين نزلت فيهم آية التطهير: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [سورة الأحزاب: 33] وهم: محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم -، وقد زادت الاثني عشرية على أصحاب الكساء بقية الأئمة الاثنى عشر، مع أنه لم يرد لهم في حديث الكساء أي ذكر!! فقد جاء في صحيح مسلم([12]) عن عائشة رضي الله عنها قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾». وهم يرون عدم دخول أمهات المؤمنين في مسمى آل البيت([13])، واستدلوا على ذلك الحصر بآية التطهير السابقة، ونحن نقول: أين الحصر في الآية الذي بموجبه زعموا أن زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلن فيه؟! فإن نص الآية وسياقها يدلان ولأول وهلة على أن المراد بأهل البيت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين؛ لأن ما قبل آية التطهير وما بعدها خطاب لهن رضي الله عنهن، ولهذا قال بعد هذا كله: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 34]. وكذلك تزعم الاثنا عشرية أن خطاب التذكير في قوله تعالى: ﴿عَنْكُمُ﴾ و﴿وَيُطَهِّرَكُمْ﴾ يمنع من دخول أمهات المؤمنين في جملة أهل البيت، وهذا مردود؛ وذلك لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث في جملة غلب المذكر، والآية عامة في جميع آل البيت كما سبق، فناسب أن يعبر عنهم بصيغة المذكر ([14]). وإذا كان الاثنا عشرية – هداهم الله – قد تشددوا في الاستدلال بدلالة الحصر وخطاب التذكير على عدم دخول أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في آل البيت، فإننا نلزمهم الآتي: أولاً: تركهم ومخالفتهم لاستدلالهم السابق، وذلك لعدم تقيدهم بالحصر، فقد أدخلوا مع أصحاب الكساء غيرهم!! فأين الأدلة والنصوص التي تدل على إدخال غيرهم معهم؟! ثانيًا: حصر آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في علي والحسن والحسين - رضي الله عنهم -، وفي تسعة من أبناء الحسين فقط. فهل هؤلاء فقط هم آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! يا سبحان الله! أين أعمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! - أليس حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - أسد الله وأسد رسوله شهيد أحد وفارس بدر، وعندما استشهد حزن عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنًا شديدًا وقال: (سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة)([15])؟! - أليس العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - شهد فتح مكة وثبت يوم حنين، وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن العباس مني وأنا منه»([16]) وقال: «يا أيها الناس! من آذى عمي فقد آذاني؛ فإنما عم الرجل صنو أبيه»([17]). وأين أبناء أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! - أليس جعفر الطيار - رضي الله عنه - صاحب المآثر والمحامد، وهو الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أشبهت خَلْقي وخُلُقي»([18]) وقد كان أحد السابقين إلى الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة، ولم يزل هناك إلى أن هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فقدم إلى المدينة يوم فتح خيبر، ففرح به النبي - صلى الله عليه وسلم - فرحًا شديدًا، وقام إليه وعانقه وقبَّله بين عينيه. ولما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مؤتة نائبًا لزيد بن حارثة - رضي الله عنه - أبلى بلاءً حسنًا، وقاتل حتى قطعت يداه واستشهد، فعوَّضه الله عن يديه جناحين في الجنة، فكان يقال له بعد قتله: الطيار، ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - نبأ استشهاده حزن عليه حزنًا شديدًا، وقال: «دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها وإذا جعفر يطير مع الملائكة»([19]) وقال: «مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة، وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد»([20]). وهذه إنما هي بعض مناقبه التي تدل على عظيم مكانته وعلو شأنه - رضي الله عنه - وأرضاه؟! - أليس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن؛ وكان يلقب بالحبر والبحر لاتساع علمه وكثرة فهمه، وكمال عقله وسعة فضله؛ فقد لازم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودعا له - صلى الله عليه وسلم - بالفقه في الدين وعلم التأويل، وكان ممن شهد مع علي - رضي الله عنه - الجمل وصفين، وقد اعترف له بذلك الفضل كبار الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان؟ ومن أبناء عمه أبو سفيان بن الحارث فارس يوم حنين. وأين الحديث عن سائر أولاد أعمامه؟! .

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب