تحميل كتاب دلائل النبوة لشيخ الأزهر علي عبد الحليم محمود عبد الستار فتح الله سعيد علي جريشة عبد الكريم يونس الخطيب احمد بشير عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني PDF

تحميل كتاب دلائل النبوة لشيخ الأزهر pdf 1991م - 1443هـ المعجزة ظاهِرَة تكرَّرت في حياة الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لتكون دليلاً على صِدْقِ دعواهم، وقد قصَّ القرآنُ الكريم علينا كثيرًا من أنباء المعجزات التي جاءت مُصَدِّقة لرسل الله المتقدِّمين من أمثال: ناقةِ صالح، وعصا موسى، وركوبه البحر، وإحياءِ عيسى الموتى، وإبرائه الأَكْمَه والأَبْرَص. ولا بُدَّ في المعجزة من أن تتوافَرَ فيها ثلاثة أمور: 1- أنها أمر خارِق للعادة، غير جارٍ على ما اعتاد الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية؛ ولذا فهي غير قابلة لتفسيرها على نحو ما يجري عادَةً في الحياة.  2- أنها مقرونة بالتحدِّي، تحدِّي المكذِّبين أو الشاكِّين، ولا بُدَّ أن يكون الذين يُتَحدَّونَ من القادِرين على الإتيان بمثل المعجزة إن لم تكن من عند الله، وإلاَّ فإن التحدِّي لا يُتَصوَّر؛ إذ إننا لا نستطيع تصوُّرَ بطل في المُلاكَمة يتحدَّى طفلاً؛ لأن هذا الطفل عاجِزٌ عن مقابلته. وفي ذلك ردٌّ لزعم أبي إسحاق النظَّام من أنَّ العرب سُلِبوا القدرةَ على الإتيان بمثل القرآن مع إمكانهم ذلك. 3- أنها أمر سالِم عن المُعارَضَة، فمتى أمكن لأحدٍ أن يُعارِضَ هذا الأمر ويأتي بمثله، بَطَلَ أن يكون معجزة. والمعجزة على نوعين: حسيَّة وعقليَّة. والمُلاحَظ: أن أكثر معجزات الأنبياء السابِقين كانت حسيَّة، في حين نجد أنَّ المعجزة الكبرى التي جاء بها نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقليَّة، ونعني بهذه المعجزة القرآنَ الكريمَ، وهناك معجزات أخرى حسيَّة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جاء في الصحيح أخبارُها وهي كثيرة.  هذا الكتاب يقع في جزأين، الجزء الأول في ذكر ما أنزل الله في كتابه من فضله صلى الله عليه وسلم، وذكر فضيلته بطيب مولده وحسبه ونسبه، وذكر فضيلته بأسمائه، وإقسام الله بحياته، وتفرده بالسيادة لولد آدم في القيامة وما فضل به هو وأمته على سائر الأنبياء وجميع الأمم، وذكره في الكتب المتقدمة والصحف السالفة المدونة عن الأنبياء والعلماء، وتوقع الكهان وملوك الأرض بعثته، وتزويج أمه آمنة بنت وهب، وحمل أمه و وضعها وما شاهدت من الآيات، وما جرى على أصحاب الفيل عام مولده، وما دار بينه وبين المشركين في بداية الدعوة، وغير ذلك من المحاور، وفي الجزء الثاني يعرض لنا المؤلف أبو نعيم الأصبهاني ما ظهر من الآيات في مخرجه إلى المدينة وفي طريقه، وشكوى البهائم والسباع وسجودها لرسول الله، وتسليم الأشجار وإطاعتهن له، وقوران الماء من بين يديه، وبو الطعام بحضرته، وأمور دعا بها فاستجاب الله، وفي ذكر ما ظهر لأصحابه في حياته، وما جرى على يدي أصحابه بعده، وغير ذلك من المواقف الهامة. .