كتاب الأصل المعروف بالمبسوط ج4
تحميل كتاب الأصل المعروف بالمبسوط ج4 pdf 1981م - 1443هـ كتابُ الأصل - ويسمي المبسوط أيضاً - هو كتابٌ من تأليف الإمام محمد بن الحسن الشيباني (ت 189هـ) تلميذِ الإمام أبي حنيفة، وصاحبِهِ، وناشرِ مذهبه، وهو من أوائل مَنْ صَنَّف في الفقه بشكلٍ مستقلٍ، وهو أحدُ كتب ظاهر الرواية الستة - التي تُعد المرجعَ الأولَ في فقه الحنفية - وهو أكبرُ ما وصل إلينا من كتبه وأوسعها مادة، وأغزرها معني، يَذكر مسألةً فيُفرع عليها فروعًا كثيرة حتى يَتعب المتعلم في ضبطها ويعجز عن وعيها، ويعد كتابُ الأصل أحدَ أهم مصادر الفقه الإسلامي وأدقها؛ حيث جاء جامعاً لمعظم الأبواب الفقهية، وأمّاتِ المسائل في فقه السادة الحنفية، وقد شرحه جماعةٌ من المتأخرين مثل شيخ الأسلام أبي بكر خواهر زاده وشمس الأئمة الحلواني وغيرهما. للكتاب تسميتان مشهورتان : المبسوط: وسمي بـ المبسوط لأن محمد بن الحسن ألف كل كتاب من الكتب الفقهية علي حدة، ألف مسائل الصلاة وسمَّاه كتاب الصلاة، ومسائل البيوع وسمَّاه كتاب البيوع، وهكذا دواليك ثم جمعت فصارت مبسوطًا. أو لأنه أكبر كتب ظاهر الرواية وأبسطها، فهو مبسوط، واسع، كبير، مسترسل في العبارة، وشامل لجميع أبواب الفه. الأصل: قال ابن عابدين : «و اشتهر المبسوط بالأصل وذا *** لسبقه الستة تصنيفا كذا». وذكره السرخسي، والسمرقندي، والكاساني، والميرغناني، وغيرهم بهذا الأسم، وقيل سمي بـ الأصل لأنه أول مصنفات محمد بن الحسن، قال ابن نجيم : «سمِّيَ الأصل أصلًا؛ لأنَّه صُنف أولًا، ثم "الجامع الصغير"، ثم "الكبير"، ثم الزيادات». أو لأنه يحوي المسائل والقواعد الأساسية التي وضعها أبو حنيفة ومن بعده صاحبيه (أبو يوسف - محمد بن الحسن) فهو الأصل والركيزة التي بني عليها الفقه الحنفي فيما بعد. نسبته للمصنّف إنّ صحة نسبة كتاب الأصل لمؤلفه الأمام محمد بن الحسن أمر مقطوع به وخصوصاً عند فقهاء الأحناف ويدل على ذلك أمور منها: أن الفقهاء كثيرا ما يقولون : ذكره محمد في الأصل، قال السرخسي في المبسوط : «قال محمد - رحمه الله - في "الأصل" بلغنا عن النبي : من أم قوماً فليصل بهم صلاة اضعفهم». أنه أحد كتب ظاهر الرواية المروية عن الإمام محمد برواية الثقات، فهي ثابتة عنه بالتواتر أو الشهرة. أن المؤلف ذكر ذلك نصاً في مقدمة الكتاب، حيث قال :«قد بيَّنتُ لكم قول أبي حنيفة وأبي يوسف وقولي، وما لم يكن فيه اختلاف فهو قولنا جميعا». أن أغلب من ترجم له أو تكلم عنه من الفقهاء والمؤرخين ومؤلفي كتب الطبقات نسبه إليه : ذُكر في تاج التراجم : «من كتب محمد - رحم الله - : الأصل أملاه علي أصحابه، ورواه عنه الجوزاني، وغيره». وفي الأعلام للزركلي : «له كتب كثيرة في الفقه والأصول منها "المبسوط" في فروع الفقه». مكانة كتاب الأصل يعتبر كتاب «الأصل »أو «المبسوط»، من أهم الكتب الفقهية التي حواها التـراث، حيث أنه أحد كتب ظاهر الرواية (مسائل الأصول)، المعول عليها في المذهب الحنفي، وهو أكبر الكتب الفقهية المأثورة عن محمد بن الحسن وأكثرها فروعاً، وأبسطها عبارة، وأجمعها لأبواب الفقه، احتوي علي جميع مباحث الفقه بالتفصيل، وبه فروع تبلغ عشرات الألوف من المسائل في الحلال والحرام، لايسع الناس جهلها، وهو الكتاب الذي يقال عنه: إن الشافعي حفظه، وألف "الأم" على محاكاته، ويقال بأن حكيماً من أهل الكتاب قد أسلم بسبب مطالعة المبسوط هذا قائلاً "هذا الكتاب محمدكم الأصغر فكيف كتاب محمدكم الأكبر؟.وهو الكتاب الذي كان يفاخر به أبو الحسن بن داود أهل البصرة، ولما سئل الأمام أحمد بن حنبل من أين لك هذه المسائل الدقاق ؟ قال :« مَنْ كُتُبِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، » ومصدر هذه المسائل بالدرجة الأولى هو كتاب الأصل، ونظراً للأهمية الكبيرة التي يحملها هذا الكتاب في المذهب الحنفي فقد اعتنى علماء الحنفية بهذا الكتاب عناية بالغة من حيث الحفظ والرواية والتدريس وقد اعتبر بعضهم حفظ هذا الكتاب شرطاً لبلوغ درجة الاجتهاد في المذهب. طريقة تأليف الكتاب وأسلوب المصنف طريقة تأليف الكتاب ألف الإمام محمد كتاب الأصل على هيئة كتب مستقلة فكل كتاب من الكتب الفقهية الموجودة ضمن محتويات كتاب الأصل متل كتاب الصلاة، الحيض، والزكاة، والصوم، إلي آخره كان يعتبر كتابا بنفسه (مستقلاَ). وذكر ابن النديم في كتابه الفهرست أسماء الكتب الفقهية على حدة، فقال : ولمحمد من الكتب كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب المناسك، كتاب نوادر الصلاة، كتاب النكاح... إلخ. وقد جمعت هذه الكتب فيما بعد إما عن طريق مؤلفها (محمد بن الحسن) وإما عن طريق تلاميذه الذين رووا هذه الكتب عنه تحت مسمى كتاب الأصل أو المبسوط. أسلوب الكاتب طريقتة في الكتاب سرد الفروع على مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف، مع بيان رأيه في المسائل، والكتاب قليل الاهتمام بالاستدلال، وعزا ذلك بعض الحنفية إلى أن المؤلف لا يذكر الأدلة حيث تكون الأحاديث الدالة على المسائل بمتناول جمهور الفقهاء من أهل طبقته، وإنَّما يسردها في مسائل ربما تغرب أدلتها عن علمهم. طريقة السرد عند مطالعة كتاب الأصل نجده يتنوع بين أسلوبان في السرد فبعض الكتب الفقهية أخذت طابع السؤال والجواب قلت :.... وقال :.... وبعضها الآخر جاءت على طريقة سرد المسائل بدون سؤال وجواب، فـ كتب الصلاة، والزكاة، والهبة، والصيد والذبائح، والمكاتب، والجنايات، والحدود، والسرقة، والسِيَر، والوديعة، والعارية، وجعل الآبق، والحيل، واللقطة، والغصب، جاءت على طريقة السؤال والجواب. أما كتب الحيض، والتحري، والأستحسان، والبيوع، والسلم، والرهن، والقسمة، والمضاربة، والرضاع، والعتاق، والعتق في المرض، والوصايا، والفرائض، والولاء، والديات، والدور، والخراج، والدعوى، والبينات، الإقرار، والعبد المأذون، والمفقود، والوقف، جاءت على طريقة سرد المسائل بدون سوائل وجواب وباقي الكتب الأخرى امتزجت فيها الطريقتان. روايات كتاب الأصل روايات الأصل(أي نسخه) المروية عن محمد متعددة وأظهرها رواية ابو سليمان الجوزجاني، جاء في الطبقات السنية: "واعلم أن نسخ "المبسوط" المروي عن محمد متعددة، وأظهرها مبسوط أبي سليمان الجوزجاني"، وفي ترجمة أبي سليمان الجوزجاني:"وأصل محمد بن الحسن الموجود بأيدينا روايته عنه". وهناك روايات أخري مثل رواية أبي حفص البخاري، ورواية محمد بن سَمَّاعَة، ورواية هشام بن عبيد الله الرازي، ورواية المعلي بن منصور، وكان أبي بكر الرَّازِيّ يكره أَن تقرَأ علَيه الاصُول من رواية هشام لما فِيه من الِاضْطِرَاب فكانَ يأمر أَن تقرأ الاصُول من رواية أبي سلَيمَان أَو رواية محمد بن سَمَّاعَة لصحَّة ذلك وضبطهما. والحاكم الشهيد اعتمد على هاتين الروايتين في اختصار كتب محممد في كتابه الكافي، والسرخسي حين يشرح الكافي يعتمد علي هاتين الروايتين ايضا، ويذكر الحاكم والسرخسي روايتي أبي سليمان، وأبي حفص، في مواضع متفرقة في كتابها (الكافي، المبسوط) فيقولان : في رواية أبي حفص كذا، وفي رواية أبي سليمان كذا .
عرض المزيد