تحميل كتاب سر عقد اللؤلؤ موريس لوبلان PDF

شارك

شارك

كتاب سر عقد اللؤلؤ لـ موريس لوبلان

كتاب سر عقد اللؤلؤ

المؤلف : موريس لوبلان
القسم : التعليم وتربية الأطفال
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب :
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 182 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الكتاب

تحميل كتاب سر عقد اللؤلؤ pdf سر عقد اللؤ لؤ هى رواية للكاتب الفرنسى موريس لوبلان وتدور احداث الرواية جرس البهو بالقصر الكبير الذي تقطنه البارونة أسرمان بحي سان جرمان، وسرعانما أقبلت خادمة وفي يدها رسالة وقالت: بالباب رجل يقول إن سيدتي استدعته للحضور في الساعة الرابعة. فضت البارونة المظروف وأخرجت منه بطاقة عليها هذه الكلمات: "مكتب بارنيت وشركاه للاستعلامات المجانية" - أدخلي هذا السيد إلى مخدعي. كانت فاليري الجميلة ، كما كانوا يدعونها منذ ثلاثين سنة، امرأة ضخمة ناضجة، ترتدي ثياباً أنيقة وغالية وتصبغ وجهها بعناية فائقة مما جعلها تحتفظ بنضارة كبيرة.. تنم ملامحها عن كبرياء، وأحياناً عن قسوة وفي أغلب الأحيان عن سذاجة لا تفتقر إلى الفتنة.. وهي زوجة المالي الكبير أسرمان، وكانت تزهو بما ترفل فيه من ترف، وبعلاقاتها وبقصرها ، وبكل ما يحيط بها، وكثيراً ما كان الناس يلومونها بسبب بعض مغامراتها الفاضحة، بل إن زوجها كان على وشك أن يطلقها في وقت من الأوقات. مرت أولاً بغرفة البارون أسرمان ، وهو رجل متقدم في العمر معتل الصحة واضطرته الأزمات القلبية إلى ملازمة الفراش منذ أسابيع وسألته عن أخباره ، ورتبت الوسائد خلف ظهره وتمتم مستفهماً: ألم يدق الجرس ؟ قالت: نعم إنه ذلك المخبر السري الذي نصحوني أن ألجأ إليه كي يجلو لنا غموض قضيتنا ، ويبدو أنه رجل مشهور ... قال المالي: هذا حسن .. إن هذه المسألة تثير قلقي ، ولا أفهم فيها شيئاَ. خرجت فاليري من الغرفة وقد ازداد قلقها هي الأخرى ، ومضت إلى مخدعها ، ووجدت فيه رجلاً غريب المظهر ، طويل القامة ، عريض الكتفين، متين البناء ، يرتدي سترة طويلة سوداء، أو بالأحرى تميل إلى الإخضرار، طلق الوجه ، حلو الملامح، لا يزال شاباً ولكنه خشن البشرة. عيناه باردتان ساخرتان، خلف مونوكل يضعه تارة فوق عينه اليمنى وأخرى فوق عينه اليسرى، تتألق عيناه بمرح صبياني... سألته: مسيو بارنيت؟ انحنى نحوها. وقبل أن يسعفها الوقت لكي تسحب يدها طبع عليها قبلة في احترام... ثم قال: - جيم بارنيت ، في خدمتك يا سيدتي. ما إن تلقيت رسالتك حتى أسرعت بالمجيء . بدا عليها الذهول والتردد في طرد الدخيل.. ولكنه واجهها بذلك المرح الذي يتميز به رجال المجتمع ذوي الخبرة بأصول المجاملة بحيث لم يسعها إلا أن تقول: قيل لي إنك بارع في حل القضايا المعقدة. ابتسم في صلف وقال: إنما هي موهبة لدي . فإنني أستطيع أن أرى في وضوح ، وأن أفهم. كان صوته حلواً ، حاسم اللهجة، ومسلكه ينم عن تهكم خفي وسخرية مغلفة. كان يبدو شديد الثقة بنفسه وبمواهبه بحيث يوحي لمن يستمع إليه بمقدرته غير المحدودة ، وأحست فاليري لأول وهلة أنها تخضع لنفوذ ذلك الرجل الغريب ، الفظ المظهر، والذي يقول عن نفسه أنه رئيس وكالة خاصة للاستعلامات والتحريات ، ورأت أن تعامله بالمثل فقالت: - لعل من الأوفق أن نتكلم أولاً عن الشروط.. أسرع يقول: - هذا أمر لا داعي له على الإطلاق . ابتسمت بدورها وقالت: - ومع ذلك فأنت لا تعمل لاكتساب المجد؟ - إن مكتب بارنيت يعمل مجاناً يا سيدتي. بدا عليها الإستياء وقالت: - كنت أود أن نتفق بيننا على شيء من التعويض أو المكافأة على الأقل. قال وهو يضحك في استهزاء: تعنين بقشيشاً!.. أصرت قائلة: ومع ذلك فلا أستطيع أن ... - أن تظلي مدينة لي؟ .. إن المرأة الجميلة لا تدين بأي شيء لأي رجل . وأردف على الفور ، ربما للتخفيف من جرأة تهكمه: - ولكن لا تخشي شيئاً يا سيدتي البارونة.. مهما يكن من أمر الخدمات التي سأؤديها لك فسوف أتدبر أمري بحيث لا يخرج أي منا مديناً للآخر. ما معنى هذه الكلمات الغامضة؟ هل في نية هذا الرجل أن يسدد حسابه لنفسه؟ وماذا ستكون طبيعة هذا السداد؟ أحست برجفة من الضيق ، واصطبغ لونها .. الحق أن مسيو بارنيت هذا يوحي إليها بقلق غامض غير بعيد عن ذلك الإحساس الذي يحس به المرء أمام سارق يسطو على المنازل ، كما مر ببالها خاطر عجيب ... يا إلهي !.. نعم، خطر لها أنها ربما تواجه عاشقاً اختار هذه الطريقة الغريبة لإقتحام منزلها .. ولكن كيف تعرف ؟ وفي كل الحالات ، كيف تتصرف؟ تنازعها الخجل والإستسلام والأمان في نفس الوقت ، وأحست بأنها على استعداد للتسليم له بكل شيء .. ولهذا فما أن سألها المخبر عن الأسباب التي دفعتها إلى طلب المساعدة من مكتب بارنيت حتى تكلمت دون لف أو دوران، وبدون أية مقدمات ، كما طالبها بأن تفعل ... ولم يكن الحديث طويلاً ، فقد بدا مسيو بارنيت على عجل من أمره .. قالت: كان ذلك يوم الأحد الأسبق ، كنت قد دعوت بعض الأصدقاء للعب البريدج ، وأويت في تلك الليلة لغرفتي مبكرة، ونمت كعادتي.. ولكن الصوت الذي أزعجني في نحو الساعة الرابعة.. في الرابعة والدقيقة العاشرة بالتحديد ، تبعه صرير ، بدا لي أن باباً يقفل.. وكان ذلك صادراً من مخدعي ... قاطعها بارنيت قائلاً: أي في هذه الغرفة؟ وانحنى بارنيت في احترام، وهو يقول: ناحية تلك الغرفة؟ - أجل.. وهي متصلة بغرفة نومي من ناحية، ومن ناحية بالطرقة التي تؤدي إلى سلم الخدم .. وأنا لا أخاف ، ونهضت بعد لحظة. فقال: - نهضت إذن؟ - نعم ودخلت، وأضأت النور. لم يكن هناك أحد ، ولكن هذه الفترينة كانت قد وقعت بكل محتوياتها من أشياء وتحف وتماثيل ، وتحطم بعضها. ومضيت إلى زوجي ، وكان يقرأ في فراشه ، ولم يسمع شيئاً .. وأحس بالقلق الشديد فقرع الجرس يستدعي رئيس الخدم الذي بدأ أبحاثه على الفور، وهي أبحاث تابعها منذ الصباح قوميسير البوليس.. سألها بارنيت: - والنتيجة؟ - لم يكن هناك أي أثر يدل على دخول أو خروج الشخص.. كيف دخل وكيف خرج؟ .. هذا أمر غامض ، ولكنهم عثروا ، تحت وسادة، بين بقايا التحف على نصف شمعة وملقاط صغير ذي مقبض من الخشب، قذر جداً . ولما كان قد أقبل سباك بعد ظهر ذلك اليوم لإصلاح حنفيات الحوض في دورة المياه الملحقة بغرفة زوجي ، فقد استجوبوا صاحب المحل ، واعترف بأن المثقاب يخصه ، وعثروا لديه على النصف الآخر من الشمعة و.. قاطعها بارنيت قائلاً: - الأمر مؤكد إذا من هذه الناحية. - نعم.. ولكن يناقضه أمر آخر مؤكد أيضاً ومحير حقاً فقد أثبت التحقيق أن العامل استقل القطار السريع المنطلق إلى بروكسل في الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه، وأنه وصل هناك في منتصف الليل ، أي قبل الحادث بثلاث ساعات. - عجباً .. وهل عاد ذلك العامل؟ - كلا .. وإنما عثروا على آثاره في مدينة إنفرس حيث راح ينفق المال بغير حساب. - وهل هذا كل شيء؟ - نعم تماماً . - ومن الذي قام بالتحقيق؟ - المفتش بيشو. ظهرت إمارات الفرح الشديد على ملامح بارنيت وقال: - بيشو؟.. آه ، هذا الرجل العظيم!.. إنه من أعز أصدقائي يا سيدتي البارونة، وقد اشتركنا في العمل معاً كثيراً . - الواقع أنه هو الذي حدثني عن مكتب بارنيت. - لأنه لم يصل إلى نتيجة طبعاً ؟ - هو ذلك. - هذا العزيز بيشو!.. سيسرني أن أؤدي له خدمة.. ولك أنت أيضاً يا سيدتي البارونة.. صدقيني .. لك أنت على الخصوص. ومضى إلى النافذة ، واعتمد عليها بجبينه، وبقي بضع لحظات يفكر وهو ينقر بأحد أصابعه على لوح الزجاج ويترنم بلحن راقص. وتحول أخيراً إلى مدام أسرمان وقال: - وخطر لبيشو طبعاً ، ولك أنت أيضاً يا سيدتي أنه كانت هناك محاولة للسرقة. - نعم .. محاولة لم تثمر لأننا لم نكتشف ضياع شيء . - لنفرض ذلك . ولكن مهما يكن فقد كان لهذه المحاولة هدف معين ولا بد أنك تعرفينه، فما هو؟ أجابت فاليري بعد تردد يسير: - لا أعرف! ابتسم المخبر السري ثم مد إصبعاً ساخراً إلى قطعة من القماش تحيط بالمخدع، فوق العامود، وسألها كما لو أنه يسأل طفلاً أخفى شيئاً: - ماذا يوجد تحت هذه القطعة؟ أجابت مذهولة: - لا شيء .. ما معنى هذا؟ قال مسيو بارنيت في لهجة جدية: - معناه أن أشد المفتشين سذاجة يلحظ أن أطراف هذه القطعة المربعة من القماش مستهلكة شيئاً ما ، وأنها تبدو في بعض المواقع متفرقة عن العامود بفتحة، وأن هناك ما يحمل على الظن بأن هناك خزانة مخبوءة في هذا المكان يا سيدتي البارونة. سرت رعشة في بدن فاليري، إذ كيف استطاع مسيو بارنيت أن يخمن مع هذه الأدلة الغامضة ، وفجأة رفعت قطعة القماش وكشفت بذلك عن باب صغير من الصلب وعالجت في انفعال الأزرار الثلاثة لقفل الخزانة وهي تشعر بقلق شديد .. ورغم أن النظرية كانت غير معقولة، فقد تساءلت إن لم يكن ذلك الرجل الغريب قد سرقها أثناء الدقائق القليلة التي بقي فيها في الغرفة لوحده. وأخرجت من جيبها مفتاحاً وفتحت الخزانة.. وما كادت تفعل حتى تنهدت في ارتياح، فقد كان بداخل الخزانة عقد رائع من اللؤلؤ ، أخذته ونظرت إلى بارنيت وقد اطمأنت.. ولكن بارنيت انفجر ضاحكاً وقال: - الحق أنه عقد رائع وجميل ولا يستغرب أن يسرقه اللص. نظرت البارونة إليه مشدوهة وقالت: - وكيف تسنى له سرقته ؟ إنه حاول طبعاً ولكنه باء بالفشل . - هل أنت واثقة مما تقولين يا سيدتي البارونة؟ - طبعاً . فالعقد في يدي، والشيء المسروق يختفي كما تعلم. - بل قولي إن في يدك عقداً ، ولكن هل أنت واثقة من أنه عقدك الأصلي، وأن له قيمة ما ؟ - طبعاً ، فقد عرضته منذ أسبوعين على أحد تجار المجوهرات، وقد قدره بنصف مليون فرنك. - منذ أسبوعين؟ .. أي قبل الحادث الذي وقع في هذه الغرفة بخمسة أيام .. صحيح أنني لست متأكداً ، لأنني لم أفحص العقد بعد، ولكنني أشعر بالإرتياب.. أفلا تشاركينني شعوري؟ لم تنطق البارونة لأنها لم تعرف فيما ترتاب، ولكنها أحست بقلق غامض، ونظرت إلى العقد الذي في يدها في شيء من الحيرة.. وتحقق لها فجأة أنه أخف من عقدها الذي تعرفه.. ولم تلبث أن لاحت عليها إمارات الفزع وقد بدت لها الحقيقة فجأة ، وقال بارنيت: - نعم، نعم، لقد أوضحت لك الحقيقة، والأمر واضح كما ترين، فإن الرجل الذي اقتحم غرفتك لم يسرق وإنما استبدل شيئاً بشيء، وبذلك لم يختف من الغرفة أي شيء.. ولولا أنه اصطدم بالفترينة فسقطت وصدر منها ذلك الصوت لما استيقظت ولما انكشف الأمر أبداً.. وما كنت لتعرفي أن العقد البديع الذي تتزينين به ما هو في الواقع إلا عقد مزيف لا يساوي أكثر من بضعة فرنكات. ولزم بارنيت الصمت لحظة، ولكنه لم يلبث أن قال محاولاً أن يصل إلى هدفه بأسرع ما يمكن: - وصلنا الآن إلى أهم نقطة في الموضوع، وهي أن عقد اللؤلؤ اختفى ، ولكن لا يجب أن نتوقف عند هذه النقطة.. وعلينا الآن أن نحاول الإهتداء إلى نقاط أخرى ، وأن نمحص كل شيء بدقة، وعليه فلنفترض أن زوجك رغم مرضه استطاع في تلك الليلة أن يجر نفسه من غرفته حتى هنا، وأنه استخدم الشمعة والمثقاب الذين نسيهما العامل قبل انصرافه، وأنه فتح الخزانة وقلب الفترينة، وأنه هرب خوفاً من أن تكوني قد سمعته .. أفلا يبدو كل شيء جلياً وواضحاً حتى الآن؟ .. ومن الطبيعي في هذه الحالة أن لا يكون هناك ما يدل على دخول أو خروج أي شخص.. ومن الطبيعي أيضاً أن تكون الخزانة قد فتحت دون أي اغتصاب وأنه رآك خلال السنوات التي حظى فيها بالدخول إلى مخدعك ، وأنت تفتحين الخزانة مراراً وتكراراً ، ولاحظ طريقة معالجتك لأرقامها وكيف تفتحينها. .

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب