رواية هروبٌ ماكرٌ
تحميل رواية هروبٌ ماكرٌ pdf هروبٌ ماكرٌ عنوانٌ فكرت فيه لأربع سنوات متواصلة، قبل حتى أن أبدأ بكتابة أول حرف من هذه الرواية. قد يبدوا للبعض عنواناً ذو نمط تقليدي، لكن في الصراحة إنه عنوانٌ عميقٌ يحمل في طياته الكثير الكثير من الدلالات الرمزية. قد يتساءل البعض منكم، الهروب مِن مَن؟ ولماذا تم تخصيص هذا الهروب بنعت المُكر؟ الأفكار حول الهروب كفعل بشري تكاد ألا تعد وألا تحصى. الذي قصدتهُ أنا بالهروب هو هروبٌ من نوع آخر، يمكنك تسميته بالهروب الفلسفي إن شئت أيها القارئ. الهروب من الوجود الممكن إلى العدم الحتمي. الهروب من التيه والضياع إلى مصيرٍ محتوم، ماذا كنت قبل أن توجد؟ طبعا لا شيء، اذا هذا هو مصيرك بعد أن تموت، لا شيء، هذا هو العدم الذي أريد أن أهرب إليه. أما صفة المُكر فهي قصة طويلةٌ. ذات مساء كنت جالساً في المقهى، وسمعت أحدهم ينادي على رفيقه الذي كان يلعب معه الكارطا، بأعلى صوته: أيها الماكر تعالى الى هنا. وقد كرر كلمة الماكر عدة مرات، كأنه قد افحمهُ عندما نعتهُ بالماكر. فأجابه الاخر: لي الشرفُ بل كل الشرفِ، أن تنعتني بصفة الماكر، ألا تعلم أن الله تعالى خير الماكرين سبحانه؟ صمت المدعي طويلاً كأنهُ تلقى الضربة القاضية، وبماذا سيجيب الإنسان اذا استشهد له أحدهم بقول الله تعالى؟ غير السمع والطاعة. بعد هذا الحوار الشيق الملهم الذي دار بين هذين الرجلين، اكتشفت شيئين إثنين، أولهما أن الرجل المدعي قد صدق عندما ادعى أن صديقه ماكر. ثانياً وبعد التأملِ في شخصية الماكر وجدتُ أنهُ لسببٍ او لآخر. أنها حقاً الشخصية المثلى لعيش حياة متوازية، فالمكر لا يعني الخديعة أو الغش بل شيء ما يعدل كل هذه الأشياء. فالحياة مليئة باليأس والشقاء ولن ينجوا من بؤسها وشقائها إلا ماكر مخضرمٌ يعرف كيف يجابه الأيام.
عرض المزيد