كتاب أهل العمامة في مصر عصر سلاطين المماليك
تحميل كتاب أهل العمامة في مصر عصر سلاطين المماليك pdf 2007م - 1443هـ نبذة عن الكتاب : يدخل كتاب أهل العمامة في مصر عصر سلاطين المماليك في دائرة اهتمام الباحثين والطلاب المهتمين بالدراسات التاريخية؛ حيث يقع كتاب أهل العمامة في مصر عصر سلاطين المماليك ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع ذات الصلة من الجغرافيا والآثار وغيرها من التخصصات الاجتماعية. بدت العلاقة غير الشرعية بين السلطة والمال في مصر عهد سلاطين المماليك قريبة الشبه مما عاشته مصر قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2011؛ حين أسدل الستار على عهد لا حد لغرابته وبدا المشهد المصري شديد الإعتام، لا يفتح نوافذ على الخيال، ولا تتسرب من مسامه المغلقة آفاق التفاؤل؛ ليس بسبب الفساد وحده، وإنما أيضاً بتحالف أصحاب النفوذ مع رجال المال، تجسيداً لما عُرف بزواج السلطة بالمال، وهو زواج أفرز الكثير من مظاهر الفساد فكانت السبب الأبرز في إشعال ثورة المصريين ضد حكم ظنَّ أنه حكم وتسيَّد واستعد لتوريث الملك الرئاسي. وكتاب «أهل العمامة في مصر عصر سلاطين المماليك» للمؤرخ المصري حسن البطاوي (2019)، رصد لنا ظاهرة خطيرة هي اتجاه بعض المعممين إلى توريث وظائفهم، فكان الواحد منهم سواء في وظيفة دينية أو ديوانية حريصاً على تدريب ابنه على عمله ليشاركه فيه عندما يشب، وحتى تكون الوظيفة من نصيب الابن بعد وفاة الأب. وأشار إلى تمكن هذه الظاهرة من المجتمع المصري آنذاك إلى الحد الذي جعل السلاطين يعترفون ضمناً بتوريث الوظائف، تأكيداً على أن الفساد لم يكن كله رشوة، ولا محسوبية، لكن ضياع حقوق الناس فساد، وحرمان البعض من فرص يستحقونها فساد، وتوريث الوظائف فساد، ودفع جيوش السوس للنخر في أصولها وثوابتها، لدرجة تصل إلي الخيانة العظمي. ففي الوقت الذي كنا فيه نقاوم توريث الوظيفة الأولى بالدولة لابن الحاكم كانت أغلب مؤسسات الدولة أذعنت لفكرة توريث الوظائف لأبناء العاملين بها، بحيث أصبحنا أمام مؤسسات ضعيفة لم تتشكل بمعيار الكفاءة، وإنما بمعيار «الأقربون أولى بالوظيفة» وهو معيار باطل قانوناً، فضلاً عن كونه حراماً شرعاً. ولكن الموظفين وأهل العمامة في عصر سلاطين المماليك كان لهم رأي آخر في إقرار الوراثة لتولي وظيفة ناظر ديوان الإنشاء «الذي تفرد دون غيره من الموظفين بملازمة السلاطين كثيراً». فنجد أن أحدهم بعد أن يحفظ القرآن ويتعلم اللغة والخط وشيئاً من الحديث والفقه يتجه إلى التدريب على الكتابة في ديوان الإنشاء، وغالباً ما كان يجرى تدريبه على يد والده أو عمه أو أحد أقاربه، حتى إذا تهيأ للعمل شارك والده في أعمال كاتب السر. وإذا خلا المنصب بوفاة والده يتم تعيينه خلفاً له حتى ولو كان صغيراً. وجرى تعيين الكثير من كتّاب السر بهذه الطريقة، وهذا يعني أن أسراً بعينها احتفظت بهذا المنصب زمناً طويلاً. ونأخذ مثلاً على توريث وظيفة كاتب السر؛ فمن ذلك إنه عندما توفى فتح الدين محمد بن عبد الظاهر كاتب السر في عام 691هـ/ 1292م ترك ابنه علاء الدين علي، وله من العمر دون العشرين عاماً، فأقرّه السلطان الأشرف خليل بن قلاوون في ديوان الإنشاء خلفاً لوالده، وأجرى عليه ما كان باسم والده من الرواتب والجراية، ورتَّب معه أحد كتاب الديوان القدامى ممن له دراية بأعمال الديوان لمعاونته إلى أن يستطيع مزاولة مهام منصبه منفرداً. وجرى مثل ذلك أيضاً في عام 832هـ/ 1429م، فقد توفي القاضي بدر الدين محمد بن مزهر كاتب السر بالديار المصرية، وترك ابنه جلال الدين دون العشرين عاماً، فأقرَّه السلطان برسباي في وظيفة والده، وأقام معه شرف الدين أبي بكر الأشقر موقع الدست ليقوم بأعباء الديوان. أما اختيار قاضي القضاة فهو أمر راجع إلى السلطان، أو الأمراء ذوي السلطة والنفوذ، وكانت تحكمه اعتبارات معينة، وأحياناً ظروف سياسية معقدة. ورصدت الدراسة أن اختيار قاضي القضاة على مدار عصر المماليك جرى بواحدة من طرق عدة، وهذه الطرق: الشهرة العلمية للقاضي، ووراثة القاضي للوظيفة، والعلاقات الودية بين القاضي وأهل الشوكة في الدولة، واستشارة السلطان أو القائم بأمر الدولة للقضاة القائمين في الوظيفة في من يصلح ليشغل الوظيفة الشاغرة، وأخيراً وصل بعض ضعاف النفوس إلى هذا المنصب بالرشوة. كما حرص بعض قضاة القضاة على إعداد أولادهم لممارسة الوظيفة عن طريق مشاركة الولد أباه في العمل، .
عرض المزيد