كتاب محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة
تحميل كتاب محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة pdf 2004م - 1443هـ محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة من كتب متنوعة محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة اسم المؤلفـة:شفيقة العلوي رقم الطبعـة:الأولى الناشـــر: أبحاث للترجمة والنشر والتوزيع مكان الطبع:بيروت - لبنان سنـة الطبع:2004 م شارك وانشر أهم المدارس اللسانية الغربية الحديثة أولاً: من المدارس اللسانية الأوربية: (1) المدرسة البنيوية (مدرسة جنيف) (structuralisme) مع سوسير: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة: أولاً: العلاقة بين اللغة والكلام. ثانيًا: تحليل الرموز اللغوية. ثالثًا: دراسة التركيب العام للنظام اللغوي. رابعًا: التفرقة بين مناهج الدراسة الوصفية ومناهجها التاريخية. (2) المدرسة الوظيفية مدرسة (براغ) (fonctionnelle) مع ياكوبسن ومارتيني: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة: أولاً: وضعت هذه المدرسة نظرية كاملة في التَّحليل الفونولوجي. ثانيًا: تحديد الوظيفة الحقيقية للغة، التي تتمثل بـ (الاتصال). ثالثًا: اللغة ظاهرة طبيعية، ذات واقع مادي يتصل بعوامل خارجة عنه. رابعًا: الدعوة إلى الكشف عن تأثر اللغة بكثير من الظواهر العقلية والنفسية والاجتماعية. (3) المدرسة النَّسقية مدرسة (كوبنهاكن) (glossématique) مع هلمسليف: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة: أولاً: اللغة ليست مادة، وإنَّما هي صورة أو شكل. ثانيًا: جميع اللُّغات تشترك في أنها تُعبِّر عن محتوى. ثالثًا: يوضع لتحليل اللغة نظرية صورية رياضية تصدق على جميع اللغات. رابعًا: تقوم على النقد الحاد للسانيات التي سبقتها وحادت في نظرها عن مجال اللغة بانتصابها خارج الشبكة اللغوية. خامسًا: تقوم على النسقية التي تنصب على داخل اللغة، فهي تصدر منها وإليها ولا تخرج عن دائرة اللغة المنظور إليها على أنَّها حقل مغلق على نفسه وبنية لذاتها. سادسًا: تسعى إلى إبراز كل ما هو مُشترك بين جميع اللغات البشرية، وتكون اللغة بسببه هي مهما تبدل الزمن وتغيرت الأحداث. (4) مدرسة السِّياق: هي ما عُرف بمدرسة "فيرث": يُعدُّ فيرث صاحب نظرية السِّياق، لما له من أثر كبير في صياغتها والتَّوسع في مُعالجتها، بحيث أصبحت على يديه نظرية لغوية مُتكاملة، قد تلتقي في بعض جوانبها مع آراء اللغويين القدماء، ولكنها دون شكٍّ تختلف عن تلك الآراء؛ من حيث المنهج والمصطلحات والأفكار. ثانيًا: من المدارس اللسانية الأمريكية: (1) مدرسة (سابير) المتوفى عام 1933م: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة: أولاً: فكرة (النماذج اللغوية): أنَّ كُلَّ إنسانٍ يحمل في داخله الملامح الأساسية لنظام لغته. ثانيًا: فكرة العلاقة الوثيقة بين ثقافة شعب ما ولغته. ثالثًا: اللغة نظام من الأصوات الإنسانية. رابعًا: وضع من تصور جديد (للفونيم). (2) المدرسة التوزيعية (distributionnelle) أو(المدرسة السلوكية) مع بلومفيلد: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة: أولاً: اللغة (مادة) قابلة للمُلاحظة المُباشرة. ثانيًا: دراسة المعنى قد تعوق الوصول إلى القوانين العامة التي تحكم السُّلوك اللغوي. (3) المدرسة التوليدية التحويلية (Transformational-Generative): لقد نشر تشومسكي[1] كتابه الأول عام 1957م، وكان كتابًا ضئيل الحجم مُقتضبًا، وكانت أفكاره غير مُقيَّدة بالتَّناول العلمي والفني لقضايا هذا العلم إلى حدٍّ ما، ومع ذلك فقد كان الكتاب ثورةً في الدِّراسة العلمية للغة؛ ظلَّ تشومسكي بعدها يتحدَّث بسطوة مُنقطعة النَّظير في كافة نواحي النَّظريَّة النَّحويَّة لسنوات طويلة [2]. ويرى بعض الباحثين أنَّه "لا يعترف تشومسكي نفسه بفضل سوسير في مجال اللغويات"[3]. ويتحدث تشومسكي عمَّا يُسمِّيه "النَّحو العالمي"، وهو تعبير عن الثَّوابت اللغوية العالمية، ولذا يُنكر تشومسكي وجود لغات بدائية، تماماً كما يُنكر كلود ليفي شتراوس وجود نظم معرفية بدائية أو ما يُسمَّى "قبل المنطقي"[4]. والنَّحو التَّوليدي هو نظرية لسانية وضعها تشومسكي، ومعه علماء اللِّسانيات فـي المعهد التكنولوجي بماساشوسيت (الولايات المتحدة) فيما بين 1960م و1965م بانتقاد النَّموذج التَّوزيعـي والنَّموذج البنيوي؛ فـي مقوماتهما الوضعية المُباشرة، باعتبار أنَّ هذا التَّصـور لا يصف إلاّ الجمل المُنجزة بالفعل، ولا يمكنه أن يفسر عددًا كبيرًا من المُعطيات اللِّسانيَّة؛ مثل: الالتباس، والأجزاء غير المُتَّصلة ببعضها البعض؛ فوضع هذه النَّظرية لتكون قادرةً على تفسير ظاهرة الإبداع لدى المُتكلِّمِ، وقدرته على إنشاء جمل لم يسبق أن وُجدت أو فُهمت على ذلك الوجه الجديد.[5] والنحو يتمثَّل في مجموع المحصول اللِّساني الذي تراكم في ذهن المُتكلم باللغة يعني الكفاءة (competence) اللِّسانية، والاستعمال الخاص الذي ينجزه المتكلم في حال من الأحوال الخاصة عند التخاطب والذي يرجع إلى القدرة (performance) الكلامية. والنحو يتألف من ثلاثة أجزاء أو مقومات[6]: *مقوم تركيبي: ويعني نظام القواعد التي تحدد الجملة المسموح بها في تلك اللغة. *مقوم دلالي: ويتألف من نظام القواعد التي بها يتم تفسير الجملة المُولَّدة من التَّراكيب النحويَّة. * مقوم صوتي وحرفي: يعني نظام القواعد التي تنشئ كلامًا مُقطَّعًا من الأصوات في جمل مُولَّدة من التركيب النحوي. * والشبكة النحوية (composante): يعني البنية النحوية، وهي مكونة من قسمين كبيرين: الأصل: الذي يُحدِّد البنيات الأصلية. والتحويلات: التي تُمكِّن من الانتقال من البنية العميقة المُتولَّدة عن الأصل إلى البنية الظاهرة التي تتجلى في الصيغة الصوتية، وتصبح بعد ذلك جُملاً مُنجزة بالفعل.[7] وعمليات التَّحويل: تقلب البنيات العميقة إلى بنيات ظاهرة دون أن تمسّ بالتَّحويل؛ أي: بالتأويل الدلالي الذي يجري في مستوى البنيات العميقة. أمَّا التحويلات التي كانت وراء وجود بعض المقومات فإنَّها تتم في مرحلتين: إحداهما: بالتَّحويل البنيوي للسلسلة التركيبية لكي نعرف هل هي منسجمة مع تحويل معين؟ . والثاني: باستبدال بنية هذا التركيب بالزيادة أو بالحذف أو بتغيير الموضوع أو بالإبدال، فنصل حينئذ إلى سلسلةٍ مُتتالية من التَّحويلات تتطابق مع البنية الخارجية[8]. ويقصد بالتحويل في النحو التوليدي: التَّغيُّرات التي يُدخلها المُتكلِّم على النَّصِّ؛ فينقل البنيات العميقة المُولَّدة من أصل المعنى إلى بنيات ظاهرة على سطح الكلام، وتخضع بدورها إلى الصياغة الحرفية النَّاشئة عن التَّقطيع الصَّوتي[9]. والتَّحويل ومقوماته لا يمسُّ المعنى الأصلي للجمل ولكن صورة المؤشرات التي هي وحدها قابلة للتغيير،"ونقصد بالمؤشرات (les marqueurs) العُقد التي تضفر فيها خيوط الكلام، فالتَّحويلات عمليات شكليَّة محضة، تهمُّ تراكيب الجمل المُولَّدة من أصل المعنى، وتتم بشغور الموقع أو بتبادل المواقع أو بإعادة صوغ الكلمات أو باستخلافها، حيث يستخلف الطرف المقوم بطرف آخر مكانة أو بإضافة مُقوِّمٍ جديدٍ له" .
عرض المزيد