كتاب نيكولاس بلونشو رئيس المجلس الإستشاري الإسلامي بسويسرا
تحميل كتاب نيكولاس بلونشو رئيس المجلس الإستشاري الإسلامي بسويسرا pdf رئيس المجلس الاستشاري الإسلامي بسويسرا نيكولاس بلونشو 35.jpg والده فرنسي، ووالدته ألمانية، لذا كان طبيعيًّا أن يجيد اللغتين الفرنسية والألمانية، لكن والده الكاثوليكي ووالدته البروتستانتية تركا الكنيسة نهائيًّا وصار الأب يتبع تعاليم البوذية والأم تمارس فلسفتها الخاصة، وما لم يكن طبيعيًّا في نظريهما أن يدين طفلهما نيكولاس بالإسلام. كان عمره 15 عامًا، وعلى حد قوله، كانت مراهقته صعبة جدًّا.. يقول نيكولاس: الحياة في سويسرا منظمة ومنطقية، وبمقياس أناس كثيرين جيدة، لكن المشاعر باردة والتفكير محصور في ماديات الدنيا، ومع الملاحظة، ومع الوقت بدأت أتساءل: هل هذه هي الحياة؟ قرأت بعض كتب الفلسفة فلم تنقذني من حيرتي، فقرأت عن الأديان، ولاحظت شيئًا يجمع بينها كلها، وهو أن كل دين به تدرج ورغبة في عبادة ما هو أكبر، حتى الهندوس عندهم تدرج للأعلى، وعند النصارى التثليث، لكن بالأخير الله هو الأب الأعلى، ولم يعجبني هذا، غير أن الإسلام لفت نظري بأنه يدعو لإله واحد هو أكبر وأعلى وأعظم، لقد رأيت أن كل الأديان عندها انحراف ما، وشيء لا يقبله العقل، مثل موت عيسى في النصرانية، نيابة عن البشرية كلها! أو التوسل بالنهار وبالبقر أو الأصنام المعبودة، أو الظن بأن فئة ما هي شعب الله والبقية مطرودة من مملكته، ثم وصلت للإسلام وقرأت في ترجمة القرآن، وتوقفت عند الكلمات التي تقول: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}. فدخل في قلبي أن الله أرسل للإنسانية كلها رسلًا وأنبياء، لكن الناس حرفت الرسائل وبقيت فقط الفطرة بأن هناك ربًّا واحدًا أعلى.. ومرت الأيام والأسابيع وما أطالعه في الميديا الغربية عن الإسلام يبعدني عن طريق النور. وفي يوم اتصل بي صديق تركي وأخبرني أن جماعة دعوة مسلمة أتت من فرنسا إلى مدينتي والتقوا به وبأصدقاء أتراك وألبان آخرين وأن هناك صعوبة في التفاهم بين الفريقين، وطلب مني الترجمة بينهما بوصفي أعرف اللغة الفرنسية التي يتكلمها الدعاة، وكذلك اللغة التي يتكلم بها أصدقائي وهي الألمانية.. صديقي كان يعرف أني منفتح على الثقافات، ولن أمانع في الحديث مع مسلمين أتوا لنشر الدعوة.. بالفعل ذهبت إليهم وترجمت ما أرادوا ووجدت حديث الدعاة منطقيًّا جدًّا وكل ما جاءوا به كان بأدلة مقنعة جدًّا، وفي نهاية الجلسة سألني أحدهم قائلًا: أنت الآن ترجمت وعرفت ما لم تكن تعرفه فهل تريد أن تعتنق الإسلام؟ فوجئت بالسؤال! فما كنت متوقعًا هذا، وترددت وسألت نفسي: نعم أم لا؟ لكن شيئًا بداخلي انطلق، والحمد لله اعتنقت الإسلام في ذالك اليوم، وخرجت من المكان وكأنما فكت عني القيود، وصرت حرًّا لأول مرة. يتذكر نيكولاس فيقول: دخلت البيت وكنت مسرورًا والفرحة بادية علي.. فتحت الباب وقلت بصوت مرتفع: أمي أنا أسلمت.. كانت هادئة وتعاملت معي باندهاش، أما الوالد فلم يقل شيئًا فهو مقتنع أنه لابد لكل إنسان أن يبحث عن الدين الصحيح. واستطرد: ظللت سنة أبحث عمن يساعدني لأتعلم الدين وأصلي وأعبد الله، فأصدقائي كلما أقول لهم: أريد أن أصلي، كانوا يقولون: سنحضر لك الكتب ثم ينصحونني بالتريث والصبر، و"لا تكن متشددًا" إلى أن ذهبت بنفسي أبحث عن مسجد، وهناك وجدت أصدقاء أتراكًا أعطوني كتاب تعليم الصلاة وبعض الأدعية في حوالي 20 صفحة.. التهمت الكتيب وحفظته عن ظهر قلب، ثم تبعت صديقًا لصلاة الجمعة فنصحني أن أكون مع جمهور المسلمين ولا أتبع جماعة بعينها من الجماعات المنتشرة في سويسرا، ثم دلني على مسجد، وهناك تعرفت إلى الإمام اليمني، وصار معلمي، ودلني على مدرسة في باريس تعلمت فيها وتخرجت منها، ثم سافرت لليمن لتعلم اللغة والتعمق في الدين. ويضيف: تحمست كثيرًا بعد أن درست، ولم أستطع أن أجلس دون عمل أخدم به ديني، وكنت حريصًا على أن أقدم شيئًا للإسلام.. ترجمة أو تعليمًا، فبدأت في مدينتي أساعد على رفع مستوى تدين البعض، وتناقشت مع الحكومة في عام 2004 لبناء مقابر للمسلمين، فقد كنت من القلة التي أسلمت في البلدة، ثم سافرت لليمن لأدرس 4 أعوام ونصف العام، علومًا شرعية على منهج الزنداني، ثم عدت وقد تزوجت وأنجبت طفلين. قضية المآذن ويوضح نيكولاس أنه عاد من اليمن في نفس توقيت الحملة الإعلامية الشرسة على مآذن المسلمين في سويسرا.. يقول: فوجئت بعدم توحيد الصف للمؤسسات الإسلامية العاملة، فقد كانت الجهود فرادى، ولذلك خسرنا قضيتنا، فلم يكن هناك طرح منظم أو منطقي.. تذوقت طعم فشل قضية المآذن في 29 نوفمبر 2009، فقد جرى التصويت بـ57.6% لصالح المنع، لكن قبل الاستفتاء بـ4 أشهر كنت قد طرحت فكرة إنشاء مجلس استشاري واحد يوحد المسلمين في سويسرا، ويصبح متحدثًا باسمهم، والحمد لله أصبح عدد أعضائه 2600 عضو، ووحد بالفعل كلمتنا هناك لدرجة كبيرة، فأصبحنا نجتمع مع أعضاء الحكومة ونناقش قضايانا. توحيد الفرق وعلى الرغم من أن نيكولاس بلونشو ولد عام 1983 في سويسرا بمدينة بيل بمحافظة بيرن، وعمره الآن 30 عامًا فقط فهو يرأس المجلس الاستشاري لمسلمي سويسرا، ويتنقل بين البلدان المسلمة طلبًا للعلم، حيث التقته "التعريف بالإسلام" في الكويت قبل مارس الماضي. المصدر: حوار أجرته لجنة التعريف بالإسلام مع نيكولاس بلونشو في مارس 2013 بالكويت .
عرض المزيد