كتاب ثواب قضاء حوائج الإخوان وما جاء في إغاثة اللهفان
تحميل كتاب ثواب قضاء حوائج الإخوان وما جاء في إغاثة اللهفان pdf 1993م - 1443هـ قضاء حوائج الناس وصية رب العالمين: قال جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77]. قوله: (وافعلوا الخير)، قال عبدالله بن عباس: بصلة الرحم ومكارم الأخلاق. قوله: (لعلكم تفلحون)؛ أي: لكي تسعدوا وتفوزوا بالجنة؛ (تفسير البغوي، ج5، ص 401). إن قضاء حوائج الناس المشروعة من أفضل وسائل فعل الخير. قضاء حوائج الناس سبيل الحسنات: حثَّنا الله تعالى على السعي في قضاء حوائج الناس؛ لأن ذلك من وسائل التقرب إلى الله تعالى والحصول على الحسنات. 1- قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20]. * قال الإمام الطبري رحمه الله: ما تقدموا أيها المؤمنون لأنفسكم في دار الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل الله، أو غير ذلك من نفقة في وجوه الخير، أو عمل بطاعة الله من صلاة أو صيام أو حج، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند الله - تَجدوه عند الله يوم القيامة في معادكم هو خيرًا لكم مما قدمتم في الدنيا، وأعظم منه ثوابًا؛ أي: ثوابه أعظم من ذلك الذي قدمتموه لو لم تكونوا قدَّمتموه؛ (تفسير الطبري، ج23، ص 398، 399). 2- قال سبحانه: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]. * قال الإمام ابن كثير رحمه الله: من سعى في أمر فترتب عليه خير، كان له نصيب من ذلك. قوله: (مقيتًا)، قال عبدالله بن عباس: أي: حفيظًا؛ (تفسير ابن كثير، ج4، ص281). المؤمنون الذين يقضون الحوائج مفاتيح الخير: روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه))؛ حديث حسن؛ (صحيح ابن ماجه للألباني، حديث رقم 194). قوله: (إن من الناس مفاتيح للخير)؛ أي: إن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير؛ كالعلم والصلاح على الناس، حتى كأنه ملَّكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم؛ (حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ص 104). نبينا صلى الله عليه وسلم هو القدوة في قضاء حوائج الناس: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى، والقدوة الحسنة لكل مسلم يريد أن يصل إلى كمال الأخلاق. قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. يدور هذا الكتاب حول موضوع قضاء حوائج الناس لأهميته البالغة ولأثره على الفرد والمجتمع والأمة.. .
عرض المزيد