كتاب البهائية النظام العالمي الجديد ج2
تحميل كتاب البهائية النظام العالمي الجديد ج2 pdf 1994م - 1443هـ البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية والتي تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية للجنس البشري، وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكل أساس تعاليم هذه الديانة: وحدانية الله، أن هناك إله واحد فقط وهو الله الذي هو مصدر كل الخلق؛ وحدة الدين، أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الإله. ووحدة الإنسانية، أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي كونه جدير بالتقدير والقبول. وفقا لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال وسائل مثل الصلاة وممارسة التأمل الباطني و خدمة الإنسانية. تأسست العقيدة البهائية على يد بهاء الله في القرن 19 في بلاد فارس. وقد نفي بهاء الله من بلاد فارس إلى الإمبراطورية العثمانية، وتوفي بينما كان لا يزال سجينًا بشكل رسمي. بعد وفاة بهاء الله، انتشر الدين البهائي تحت قيادة ابنه عبد البهاء عباس، وانطلق من جذوره الفارسية والعثمانية، واكتسب موطئ قدم في أوروبا وأمريكا، وتوحد معتنقوها في إيران، حيث يعاني أتباعها هناك من الاضطهاد الشديد. بعد وفاة عبد البهاء عباس، دخلت قيادة الجامعة البهائية مرحلة جديدة، وتطورت من فرد واحد إلى منظومة إدارية تحتوي على هيئات منتخبة وأفراد يتم تعيينهم. ويوجد اليوم حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للديانة البهائية، يتوزعون في أكثر من 200 بلدًا وإقليمًا بنسب متفاوتة.. في الدين البهائي، يعتبر أن التاريخ الديني قد تكشف من خلال سلسلة من الرسل الإلهيون، كل واحد منهم أنشأ الدين الذي كان مناسبا لاحتياجات الوقت، وقدرة الشعب. وشملت قائمة هؤلاء الرسل رسل الأديان الإبراهيمية، موسى، وعيسى، ومحمد، فضلًا عن الرسل من الديانات الهندية مثل كريشنا، بوذا، وغيرهم. يعتقد البهائيون أن أحدث الرسل الباب وبهاء الله. في العقيدة البهائية، كل الرسل المتتابعة تنبأ أحدهم بالرسول الذي بعده، وحياة بهاء الله وتعاليم الوفاء بالوعود أتمت وأنجزت ماكان من المفروض أن يتم في نهاية الزمان حسب كل الكتب السماوية السابقة. ماتم فهمه عن الإنسانية هي أنها تكون في عملية تطور جماعي مستمر، والحاجة في الوقت الحالي هي للإنشاء التدريجي للسلام والعدالة والوحدة على نطاق عالمي. يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "لمن يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر، وجدير بالذكر أن أول من آمن بالباب وهو الملا حسين بشروئي قد درس عند أحمد الأحسائي ثم عند كاظم الرشتي اللذان يعدان من أبرز رموز الشيخية. وقد آمن بالباب بعد إيمان الملا حسين بشروئي أشخاص آخرون بلغ عددهم 17 شخصًا، من ضمنهم امرأة واحدة تعرف بالطاهرة أو قرة العين. ومنح هؤلاء الثمانية عشر شخصًا لقب حروف الحي. ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثير بالغ في تطورها أخوين اسمهما حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وأخوه ميرزا يحيى نوري الذي عرف فيما بعد باسم صبح ازل ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية. وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعاز من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على "الباب" سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومة انذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجة لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" سنة 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة. اضغظ هنا لاستعراض بعض تفاصيل هذة الأحداث. ضريح الباب في جبل الكرمل بـمدينة حيفا واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله وصبح ازل، حيث حبست بهاء الله وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنوات قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولم شملهم. ولكن بتحريض من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى استانبول، ثم إلى أدرنة، وفي ادرنة حدث نزاع كبير بين بهاء الله و صبح أزل ,حيث كان صبح ازل هو من عينه الباب زعيمًا للدين من بعده وانتهى هذا الخلاف بدعوة بهاء الله العلنية في 1866 بأنه هو الذي بشر الباب بقدومه بكنية "من يظهره الله" وموعود الظهورات التي سبقته. وكان صبح ازل ضده دائمًا بكونه (من وصى به الباب صراحة) وهذا دفع السلطات العثمانية إلى نفي صبح ازل إلى قبرص ونفي بهاء الله إلى فلسطين (بتهمة "تكوينهما الفتن في المجتمع")ولإبعادهما عن الأراضي الإيرانية وقطع علاقته بأتباعه. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها. يدّعي الذين يعارضون البهائية أن الحركة البابية والبهائية نشأتا بدعم من روسيا ولكن البهائيين يؤكدون عدم صحة ذلك مستندين إلى ما يلي: كان اضطهاد البابيين خلال السنين الأولى لدعوة الباب من الأخبار الواسعة الانتشار في إيران والدول المجاورة وكان السفير الروسي من ضمن الذين تأثروا بجسامة تلك الأحداث وشراسة التعذيب الذي عاناه البابيون من قبل السلطات المدنية والدينية وتعاطف نتيجة لذلك مع البابيين المضطهدين. وفي اليوم التالي لإعدام الباب، أخذ السفير الروسي معه أحد الرسامين وطلب منه تسجيل تلك الحادثة المهمة على الورق. وتبقى تلك اللوحة إحدى الصور القليلة التي تعكس ملامح الباب وكان وجه الباب (ووجه رفيقه الذي أعدم معه) الجزء الوحيد من جسدهما الذي لم يمسه الرصاص. بعد إطلاق سراح بهاء الله من سجن سياه جال والأمر بنفيه مع عائلته إلى العراق عرض السفير الروسي على بهاء الله أن يذهب إلى روسيا ليعيش مكرما فيها. لكن بهاء الله رفض تلك الدعوة وأعلن عن رغبته في إطاعة أوامر الحكومة الإيرانية. ونتيجة لذلك نفي بهاء الله وعائلته وبعض البابيين إلى العراق ولكن السفير أصر أن ترافقهم إحدى الفرق الروسية إلى الحدود العراقية عبر جبال كردستان بالإضافة إلى الفرقة العسكرية التي أرسلتها الحكومة الإيرانية لمرافقته. خلال ما يقارب المئة وستين سنة منذ نشوء الديانتين البابية والبهائية تحولت الاتهامات ضدهم حسب تطور العلاقات السياسية بين دول الشرق الأوسط وباقي الدول. فبعد أن اتهموا بالعمالة للروس في القرن التاسع عشر صاروا يتهمون بالعمالة للإنكليز في بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين وخاصة بعد نشوء دولة إسرائيل. وذلك رغم أن المبادئ البهائية تمنع أتباعها من المشاركة والتدخل في السياسة بصريح النص، وبتأكيد الهيئات الإدارية والأفراد البهائيين. كتاب البهائية النظام العالمي الجديد، يتكون من جزئين، والجزء الذي بين يدينا هو الجزء الثاني الذي يقع في 550 صفحة، ويتكون من 26 فصلًا، ويحدثنا المؤلف في الفصل الأول عن بهاء الله ونشأته وثقافته ورحلته ومسيرته، ثم في الفصل الثاني يعرض لنا كتب بهاء الله، ويخصص الفصل الثالث للحديث عن المبادئ الأساسية للبهائية، ثم في الفصول التالية يعرض لنا الألوهية والنبوة والرسالة، والروح القدس والملائكة، والقيامة والجنة والنار والعبادات، كل ذلك من النظرة البهائية، وكذلك يحدثنا عن المرأة في نظر البهائيين، والحرية عندهم والطبقات الاجتماعية والنقود والمقاييس وطقوس الموت، والإرث والوصية والتبليغ والفلسفة، وصراع البهائيين والبابيين وخلفاء بهاء الله، والتنظيم البهائي، وغير ذلك من المحاور الهامة التي يعرضها لنا .
عرض المزيد