رواية يوميات مسلم
تحميل رواية يوميات مسلم pdf 2012م - 1443هـ فإني أوصيكم معاشر المؤمنين ونفسي بوصية الله للأولين والآخرين إذ قال - سبحانه -: {..وَلَقَد وصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللّهَ وَإِن تَكفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}(النساء: 131). أيها الأحبة في الله ما منا من أحد إلا وهو يتمنى ويحرص على أن يعيش حياته وفق ما يرضي ربهºمن هنا ستكون بإذن الله سلسلة من الخطب تجتهد في بيان نموذج عملي لحياة المسلم من لحظة استيقاظه وحتى نومه مرة أخرى.ونبدأ من لحظة الاستيقاظ تلك اللحظة التي تتكرر مع كل واحد منا يومياً وقد تتكرر في اليوم أكثر من مرة تنبه لها من تنبه فتفكر بها واعتبر وغفل عنها من غفل فأعرض وأدبرº فهل تنبهت أخي في كل مرة تستيقظ فيها من نومك إلى ما في ذلك الاستيقاظ من عبر، أنت قبل الاستيقاظ كنت جثة ملقاة على السرير قد تغط في نوم عميق لا تشعر بما يدور حولك لا فرق بينك وبين الميت إلا أن أنفاسك تتردد في صدرك، فإذا استيقظت عدت للحياة مرة أخرى وكم ممن تعرف وممن لا تعرف مات وهو نائم، جاء أهله ليوقظوه فما استيقظ إلا في القبر{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا وَالَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيهَا المَوتَ وَيُرسِلُ الأُخرَى إِلَى أَجَلٍ, مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ, لِّقَومٍ, يَتَفَكَّرُونَ}(الزمر: 42). فإذا استيقظت على صوت منبه أو غيره فمعنى هذا أنك استيقظت ليوم جديد وأنت تسمع، وكم غيرك استيقظ وهو لا يسمع، وإذا حركت يداك لتفرك عينيك فهذا يعني أن يداك تتحرك وكم من نائم استيقظ وقد فقدت يداه القدرة على الحركة، وإذا فتحت عينيك فهذا يعني أنك تبصر وكم من الناس استيقظ وهو لا يبصر، وإذا نهضت من سريرك فهذا يعني أنك تستطيع الحركة وكم من الناس استيقظ وهو لا يستطيع الحركة، فمن ذا أمدك بهذه النعم إنه الله.. إنه الله.. إنه اللهºفلا أقل من أن تفتتح يومك بحمده فتقول: ((الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحيَانَا بَعدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيهِ النٌّشُورُ)) (البخاري، الدعوات، ح(5837)). فهل لك أن تقول تلك الكلمات وأنت تعيشها متذكراً نعم الله عليك، متصوراً باستيقاظك من النوم قيام الناس لرب العالمين: {وَنُفِخَ فِي الصٌّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ(68)وَأَشرَقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشٌّهَدَاء وَقُضِيَ بَينَهُم بِالحَقِّ وَهُم لَا يُظلَمُونَ(69)}(الزمر). مادمت قد حييت ليوم جديد بسمع وبصر ونعم فلا أقل من أن تحدث نفسك وتشارطها في بداية اليوم فتقول: يا نفس هذا ربي قد أنعم عليَّ بهذه النعم وإني مسؤول عما تكسب، يا نفس إن ربي قال في كتابه: {وَلاَ تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلٌّ أُولئِكَ كَانَ عَنهُ مَسؤُولاً}(الإسراء: 36). يا نفس إن استخدمتها في غير طاعة الله بما أجيب على سؤال من لا تخفى عليه خافية؟. يا نفس إني أخاف إن عصيت ربي أن تسحب مني تلك النعم وأنا أودٌّ استمرارها وزيادتها فلا هناء في العيش بدونها، يا نفس أن ربي وعد وربي لا يخلف الميعاد فقال: {وَإِذ تَأَذَّنَ رَبٌّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم: 7). .
عرض المزيد