كتاب الإسلام وتاريخ العرب في أحدث المؤلفات الغربية
تحميل كتاب الإسلام وتاريخ العرب في أحدث المؤلفات الغربية pdf ما الداعي، اليوم، إلى مثل هذا الدليل الذي لا يدّعي الشمولية بأي حال من الأحوال؟ الجواب نجده في طيات الدليل نفسه: ثمة عشرات الكتب التي صدرت في أرجاء المعمورة، ولا سيما في أوروبا وأمريكا، خلال ربع القرن الماضي، والتي قرأنا وترجمنا كعرب ومسلمين القليل جداً منها، إن لم نقل إننا عملياً لم نترجم شيئاً يذكر منها، والتي تتناولنا نحن – في تاريخنا وحاضرنا بالبحث والدراسة والتحليل. بعض هذه الأعمال كما سيكتشف متصفح هذا الدليل، يقدّم قراءات جديدة تماماً لتاريخنا، بعضها يجدّد نقاشاً حول الدور الذي لعبه العرب والمسلمون في مسيرة الحضارة الإنسانية، بعضها الآخر تعريفي يقدّم – للقارئ الغربي – الثقافة والدين الإسلاميين، من دون أن يخلو كله من إطلاق الأحكام بهذا الاتجاه أو ذاك. على أيّ حال من الأحوال فإن هذه الأعمال تشكّل إلى حدّ كبير الطريقة التي يرانا ويفهمنا الغرب بها، اليوم، سواء كنخب ثقافية وسياسية أم كجمهور عام. وعليه فإن قراءتها تشكل حاجة ضرورية لنا، جزئياً من باب المعرفة والاطلاع، وجزئياً من باب تعزيز الحوار مع هذا الآخر، بناء على فهم كيف يفكّر بنا. مثل هذه القراءة يجب أن تبدأ بداهة بمعرفة مثل هذه الأعمال. وهو بالضبط الهدف والفكرة الكامنة وراء هذا الدليل. وهو ما يجعل مثل هذا الدليل ناقصاً باستمرار، وبحاجة دائمة إلى الإكمال والإضافة، للوصول إلى نتيجة مرضية في النهاية. لقد شهدت السنوات العشر الماضية – ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ما يمكن أن نسميه طفرة في الغرب في المؤلفات التي تتناول العرب والمسلمين، وعلى الرغم من أن الكثير منها خاضع لشروط «الميديا ،» يستجيب لنوازع سياسية أو أيديولوجية أو تجارية مباشرة، فإن هناك عددا لا بأس به من الأعمال الجادة التي تسعى بالفعل إلى ردم الهوة في معرفة القارئ الغربي بالحضارة الإسلامية العربية أو بالراهن السياسي والاجتماعي لها. وإزاء الدعاوى الحربية إلى مواجهة حتمية بين الحضارتين، الغربية والإسلامية العربية، والتي تستفيد من جهة من سعار اللحظة الراهنة، ومن جهة أخرى من ركام ضخم من الصور النمطية التحريفية والتشويهية التي ساهم الكثير من المستشرقين في بنائها، برزت أعمال تستعيد الإرث الحضاري والإنساني ومساهمة العرب والمسلمين الأساسية في مسيرة الإنسانية وتقدمها. بل لا نبالغ إذا قلنا إن الصراع بين الفريقين – الفريق الداعي إلى المواجهة والآخر الداعي إلى الفهم والحوار – يشكّل اليوم صلب النقاش الفكري والفلسفي والسياسي الغربي. إن مشروع «كلمة » للترجمة، وإذ يقدّم اليوم هذا الدليل، إنما يفتح الباب واسعا على قراءة هذه الأعمال، وعلى ترجمتها إلى العربية بطبيعة الحال، كخطوة أولى للمشاركة في الحوار الدائر، ولرؤية الذات مثلما تتجلى في كتابات الغربيين، على أن تتبع هذه الخطوة خطوات حثيثة، سواء في تقديم هذه الأعمال للقارئ العربي، أو في استكشافها والتعرف عليها، ذلك أن الترجمة – وكما يتبين من خلال تصفح هذا الدليل – وسمت إلى حدّ ما علاقتنا بالغرب، عبر ما نقله العرب والمسلمون في عصورهم الذهبية، من أمهات الكتب الإغريقية القديمة، التي انتقلت بدورها إلى الغرب وشكلت أساس النهضة الأوروبية الحديثة. كتبت الأعمال الواردة في هذا الدليل بلغات أربع هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، وهي أبرز اللغات التي تتناول اليوم بالبحث والدراسة العرب والمسلمين من دون أن يعني ذلك أنها الوحيدة، إذ أن جزءا أساسياً من مهمة تطوير مثل هذا الدليل وتوسعته يقوم على استكشاف ما كتب ويكتب بلغات أخرى، وزيادة المعرفة بما كتب بهذه اللغات نفسها. .
عرض المزيد