كتاب المرآة المقعرة
تحميل كتاب المرآة المقعرة pdf الكتاب يدرس روايات الربيعي الثلاثة وهي:
(الوشم) التي يكشف فيها عن شخصية السياسي المأزوم والمهزوم في آن معا داخل كيان كريم الناصري، ومن ثم الطريق الذي يسلكه بعد سقوطه السياسي غب توقيعه على ورقة البراءة من التنظيم الحزبي الذي كان ينتمي اليه والذي سجن بسببه.
ان جديد هذه الرواية ليس موضوعها السياسي الحساس والنابض بالصدق، فحسب، بل كان جديدها متمثلا في تقنيتها الفنية، في مزاوجة الحاضر بالماضي، وكذلك، استحضار أحدهما من خلال الآخر.
لقد اتسمت هذه الرواية، وهي الأولى للكاتب، بصدقها الفني، وقدرتها على معايشة الواقع الذي تتحدث عنه، وكذلك الوضع الاجتماعي الذي أخذ منه الكاتب شخوصه.
في (الأنهار) الرواية الثانية للكاتب، نلتقي بالشخصية المتمردة، التمرد على الواقع بكل تناقضاته، وعلى جميع الأصعدة، تمرد على القيم البالية التي راحت تنهار أمام كل جديد.
في هذه الرواية، نلتقي بتمازج الوطني والقومي، انها رواية تجعل من الفكر الثوري التقدمي أساسا لمنطلقاتها، خاصة ان نكسة حزيران ماثلة فيها.
خرج البناء الفني للرواية تلك بين المذكرات التي سجلها قلم بطلها الرئيس، والتي نقل فيها الحاضر بضمير المتكلم ابتداء من (أيلول-1971) فيما نقل الماضي ابتداء من (ك2- 1968).
ان المذكرات تتقدم زمنيا نحو الأمام، فيما أوراق الماضي تنسحب من الماضي البعيد – نسبيا – إلى الماضي القريب، أي من (ك2 - 1968) إلى (5 تموز- 1968)، هذا التقدم المطرد – زمنيا – منح الرواية حيويتها، وتميزها، عن المنجز الروائي العراقي والعربي وقتذاك.
في (القمر والأسوار) الرواية الثالثة، يعود الربيعي إلى الواقع العراقي، ابان الخمسينيات، ليس كمؤرخ، وإنما كفنان يلتقط من التاريخ بعض مساراته ليصبها في قالب روائي مبدع، إذ نجد هذه الرواية ترصد الأحداث على المستويين السياسي والاجتماعي اللذين يتأثر أحدهما بالآخر.
انها رواية عن مدينة الناصرية (مدينة الكاتب) ابان تلك الفترة. واذا كان (زقاق) نجيب محفوظ نقطة الانطلاق في تصوير فترة مهمة من تاريخ مصر الحديثة على الصعيدين السياسي والاجتماعي، فقد كان (زقاق) الربيعي في هذه الرواية هو الآخر نقطة الانطلاق في ذلك، ليبرز القومي من الوطني، والوطني من المحلي.