كتاب الإنسان والسوبرمان
تحميل كتاب الإنسان والسوبرمان pdf اوكتافيوس: أرجو أن تقلع عن تمثيل دور الأبله فى هذا الموضوع وإذا لم يكن الموضوع مهما بالنسبة لك فهو كذلك بالنسبة لى ولها
تانر: أنت تعلم جيدا أن لها الحرية المطلقة فى اختيارك.
اوكتافيوس: لكنها لا تصدق ذلك
تانر: أوه. صحيح؟ .. تماما! على أى حال قل لى.. ماذا تريدنى أن أفعل؟
أوكتافيوس: أريدك أن تخبرها باخلاص وجدية عن رأيك فى .. اريدك أن تقول لها انك تضمننى عندها.. هذا إذا استطعت.
تانر: أستطيع ضمانها عندك دون شك. أما ما يزعجنى فهو التفكير فى ضمانك أنت عندها. هل قرأت كتاب "ميترلنك" عن النحل؟
أوكتافيوس: (يكبت غضبه) أنا لا أناقش الأدب الآن
تانر: اصبر قليلا. وأنا لا أتحدث فى الأدب. كتاب النحل فى التاريخ الطبيعى، وهو درس عظيم للجنس البشرى. فانت تعتقد أنك قد خطبت "آن" وأنك الصياد وهى الفريسة، وأن مهمتك هى أن تطارد وترضى وتسود وتنتصر. مغفل! لأنك أنت الذى سيطارد.. أنت الضحية التى ستسقط.. الفريسة المقصودة. لست بحاجة إلى الجلوس والنظر بشوق وحنين إلى الخفاش من وراء أسلاك المصيدة.. الباب مفتوح الآن وسيظل على حالة حتى ينغلق من ورائك وإلى الأبد.
اوكتافيوس: أرجو الاقتناع بآرائك بهذه الطريقة الوضعية التى تتكلم بها.
تانر: لماذا يارجل..؟ أى هدف آخر يشغلها فى حياتها غير الحصول على زوج؟ هدف المرأة هو أن تتزوج، وبأسرع طريقة ممكنة. اما هدف الرجل فهو أن يظل أعزبا، ولأطول مدة ممكنة. أن لديك من القصائد والتراجيديات ما يشغلك.. أما "آن" فلا يشغلها شئ.
اوكتافيوس: لا أستطيع الكتابة بدون الهام. ولن يستطيع شخص آخر توفيره لى غير "آن"
حسن.. ألا تستطيع الحصول عليه وانت بعيد عنها؟.. ان "بترارك" لم ير "لورا" ولا رأى "دانتى" .. "بتريس" نصف عدد المرات التى رأيت فيها "أن" ومع ذلك فقد فالا شعرا من الطراز الأول.. على الاقل فى رأيى أنا. أنهما لم يعرضا حبهما الأعمى لاختبارات العلاقات العائلية، ومع ذلك فقد استمر معها حتى دخلا قبريهما. تزوج "آن" وبعد أسبوع واحد لن تجد فيها من الالهام أكثر مما تجد فى طيف من الفطائر.
اوكتافيوس: أتظن أننى سأمل منها؟
تانر: مطلقا.. أنت لا تمل من الفطائر، ولكنك لا تجد فيها الهاما، ولن تجده فيها هى الآخرى، حضورها عندما لا تصبح بالنسبة لك هى حلم الشاعر، بل تمثال حجرى للزوجة. عندئذ تضطر الى الحلم بأى امرأة أخرى، وستجد منهم طابورا طويلا.
اوكتافيوس: هذا كلام لايفيد يا "جاك" انت لا تفهم لانك لا تحب.