كتاب بؤس العالم 2 - نهاية عالم
تحميل كتاب بؤس العالم 2 - نهاية عالم pdf بؤس العالم #2: نهاية عالم pdf
أصبحت الهوة واسعة بين الفقر والغنى في عالمنا المعاصر الذي تحكمه المرجعيات الرأسمالية العالمية. وبلغة الأرقام فإن مائة وعشرين شخصاً فقد هم الأكثر غنى في العالم باتوا يتحكمون بثروة تتجاوز ما يملكه مليار ونصف من سكان الأرض. وقد دأبت الليبرالية الجديدة المنتصرة على تقويض العوائق التي تعيق حركة الرأسمال العالمي وبمسعى واضح منها لتحويل كل شيء إلى نقود ما يؤدي بالتالي إلى جعل الرأسمال العالمي حراً طليقاً يراكم ثروات المركز الأوروبي الأميركي ويقوض اقتصاد دول الأطراف.
وقد شكل إنتاج الثقافة وإبداعها ونشرها أكراً رئيسياً في برامج القوى السياسية المكافحة من أجل التحرر وفي ممارستها أيضاً إذ باتت هذه القوى تنظر إلى الثقافة على أنها الوجه الآخر للتسيس غير أن الليبرالية تنظر إليها من وجهة نظر معاكسة فبعد القول "بنهاية السياسة" يأتي القول "بنهاية الثقافة"، أي نقلها من حقل السياسة إلى حقل التجارة ومن مدار الأحزاب السياسية إلى مدار رجال الأعمال. وبحيث يصبح رجال الأعمال هو المرجع للإبداع الثقافي بدلاً من الناقد والجمهور. وقد ساعدت التقنية المتطورة التي أتاحتها الليبرالية الجديدة على تحقيق هذه الغاية وأدت إلى التحكم بالأسواق المالية والسياسية والثقافية على حد سواء.
وهذا الكتاب يطرح وبشكل مكثف هيمنة الليبرالية الجديدة على الليبرالية القديمة والتي قادت إلى انتصار الشمال على الجنوب بالتزامن مع تداعي مشاريع التحرر الوطنية وهذا الانتصار يحمل في طياته أكثر من مدلول، فالعالم الذي يبدو في نهاية القرن فردوساً لدى البعض يتكشف جحيماً سافراً لدى البعض الآخر ذلك إن الاقتصاد العالمي الجديد بحاجة إلى أسواق جديدة باستمرار وهذه الأسواق موجودة في بلدان الجنوب وبلاد وربا الشرقية ومن هنا فإن الشمال هو الذي يفرض صيغة وأوامره على غيره.
والكتاب يتحدث أيضاً عن دور الولايات المتحدة وحلف الناتو، منذ بداية التسعينات، في إعادة صياغة النظام الدولي الجديد، حيث يحث لحلف الناتو التدخل في آسيا وأفريقيا ووفق المشيئة الأمريكية.