كتاب تكملة المعاجم العربية – الجزء الثامن
تحميل كتاب تكملة المعاجم العربية – الجزء الثامن pdf بين يدينا كتاب "تكملة المعاجم العربية" للمستشرق رينهارت دوزي، وهو مستشرق هولندي من أسرة فرنسية الأصل، عرف بحب الإستشراق، بدأ يتعلم مبادئ العربية في منزله ثم واصل دراستها في جامعة ليدن... وقد حبب إليه أستاذه فايرس التعمق في دراستها ومعرفة غريبها ليستطيع أن يتفهم معاني الشعر الجاهلي، فانصرفت عنايته إليه واطلع على كثير من كتبها في الأدب والتاريخ، وقد عرف بالذكاء والجد والدأب على العمل في عهد الطلب وبعده.
كانت جامعة ليدن قد طلبت إلى المستشرقين تأليف رسالة في ملابس العرب وخصصت جائزة لذلك، فتطوع لها وهو طالب لم يتجاوز الثانية والعشرين وأحرز الجائزة، ودفعه فوزه إلى الكتابة في المجلة الآسيوية فنشر فيها تاريخ بني زيان ملوك تلمسان نقلاً عن المصادر العربية مع حواش وتعليقات قيمة.
لقي دوزي شهرة واسعة عادت عليه بالعديد من الأوسمة الرفيعة وألقاب الشرق تقديراً لخدماته العلمية، ويراه أعلام المستشرقين أول فاتح للدراسات الأندلسية وتعد مؤلفاته فيها مرجعاً لتاريخ الأندلس وحضارته وثقافته جلتها في أحسن صورة على بعض هنات حققها من جاء بعد.
ومن آثاره كتابه هذا "تكملة المعاجم العربية" وهو معجم موسوعي خلاصة عمل أربعين سنة وجمع فيه المؤلف ما لم يرد في المعاجم العربية القديمة التي وقفت باللغة في حدود من الزمان والمكان معينة، فأثبت فيها الألفاظ الطارئة التي دعت إليها ضرورات التطور وفرضها تقدم الحضارة ورُقي العلم، واستعملها مؤلفو العصور الوسيطة ومن جاء بعدهم من مؤرخين وقصاص وجغرافيين ونباتيين وأطباء وفلكيين وغيرهم مما أهملته المعاجم القديمة.
حيث استمد "رينهارت" الكثير من مواد معجمه من مجموعات الألفاظ التي ألحقها المستعربون فيما نشروه من كتب عربية مختلفة أو ترجموه إلى لغاتهم منها، كما استمدها من المعاجم العربية التي ألفها المستعربون، من عربية - لاتينية أو أسبانية أو إيطالية أو إنجليزية أو فرنسية وما جاء من ألفاظ في كتب الرحالة الغربيين باللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، غير أنه لم يستوف ذكر كل الألفاظ التي فيها، وقد أهمل متعمداً ألفاظ المتصوفة، ومصطلحات العلوم العربية والدينية، كما أهمل ذكر مصطلحات علوم الأوائل.
وقد ذكر في معجمه كثيراً من الألفاظ العامية التي وجدها في المصادر التي اعتمد عليها من غير أن يشير إلى أنها من كلام العامة، بل أنه يحذف هذه الإشارة إذا وجدها مثبتة في المصدر الذي ينقل عنه، ولم يجر دوزي على نسق واحد في شرح معاني الألفاظ وتفسيرها، فبينا نراه حيناً يفصل كل التفصيل في تفسير بعض الألفاظ ويأتي بالنصوص المختلفة لذلك نراه حيناً آخر يوجز كل الإيجاز فيكون تفسيره لها مجملاً لا غناء فيه، وكثيراً ما يكتفي بذكر ما يقابلها بالفرنسية وأحياناً قليلة ما يقابلها باليونانية أو اللاتينية أو العبرية فقط، بل قد يكتفي بأن يفسر بعض الألفاظ بقوله: صنف من الطير، أو صنف من السمك، أو حيوان، أو نبات لا يزيد على ذلك شيئاً.