كتاب حرية المعارضة في الفكر والتاريخ السياسي الاسلامي والوضعي
تحميل كتاب حرية المعارضة في الفكر والتاريخ السياسي الاسلامي والوضعي pdf يميل الفرد أو الجماعة إلى الاعتراض وامتلاك ملكة النقد، والاختلاف في المواقف ووجهات النظر والمصالح، بأية وسيلة ، فالاختلاف يكمن في الطبيعة البشرية، سواء أكان هذا الاختلاف سليماً أو غير سليم. سنتعرض إلى أمر المعارضة في تجربتنا، وسنعرج أيضاً إلى التجربة الغربية في هذا المضمار، وسبب ذلك أن التجربة الغربية ونضجت في حقبة طويلة، مما جعلها تنسج خيوط الحياة بالتفصيل، على العكس من حضارتنا التي تعرضت لهبوب رياح التاريخ أتتها من كل مكان علماً أن حضارتنا تمتلك الكثير من المعاني والقيم الإنسانية التي تساعد –إذا ما تفجرت-على نسج أولويات المعارضة والنقد الذاتي. ونعتقد أن الوصول إلى مرحلة المنافسة الحرة (حالة فليتنافس المتنافسون القرآنية)، لا بد له من مناخ الشفافية والتجريد والحرية، فالمعارضة جزء من الدين وتحتل مكاناً مرموقاً فيه طالما أن الدين الحنيف لا يتوانى عن مقارعة الظلم والكشف عن الحقيقة وإبداء الرأي الصائب باعتباره ذلك مظهراً من مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلاً عن أنه من أمارات للشورى التي أمر الله تعالى بها. وعلى الضفة الأخرى نتعرض "للفكر الوضعي" فقد تقصدنا من ذلك جماع نتاج مفكري الغرب الذين استمدوا تجربتهم من المصدر المسيحي والحضارة الرومانية واليونانية، ثم كللوا ذلك بعطاءات وتمخضات الشأن الإنساني، فأنتجوا لنا ظاهرة المعارضة السياسية كتركيب وكمحصلة، عكس تجربتنا الحضارية كانت في أغلبها نظرية وفقهية، وقد ساعد في ذلك الظلم المحيق من الخارج والداخل فكيف تلد ظاهرة المعارضة أو تداول السلطة في هذا الجو المظلم الكريه المقيت.
عرض المزيد