تحميل رواية خفافيش الظلام سيد أحمد أمين PDF

شارك

شارك

رواية خفافيش الظلام لـ سيد أحمد أمين

رواية خفافيش الظلام

المؤلف : سيد أحمد أمين
القسم : الأدب العربي
الفئة : الروايات العربية
اللغة : العربية
عدد الصفحات : 0
تاريخ الإصدار : غير معروف
حجم الكتاب :
نوع الملف : PDF
عدد التحميلات : 257 مره
تريد المساعدة ! : هل تواجه مشكله ؟
وصف الرواية

تحميل رواية خفافيش الظلام pdf رواية خفافيش الظلام هي رواية بوليسية تتناول أحداث قتل وغموض....

مقدمة :

عندما يتحول الدم إلى ماء وتتحول المشاعر إلى هراء ، ويضحك الثعبان على ضحاياه في خفة وجفاء ، عندئذٍ يكون الوباء والشقاء من رموز الدول المريضة والشعوب الفقيرة ، فتتحول البسمات لعبرات والتفاؤل لتشاؤم والنجاح لسقوط ، وصعود الجبال للركوض في الوحل والتراب فينبعث من ابن الليل بنات الظلمات ، ولتتبدد أحلام الطفل وتتهشم فوق فوهة البركان ، فكل ابن أنثى مهما عاث في الأرض فساداً فلابد من أن يذوق من نفس السم ولا يجد الترياق الذي سينقذه من سكرات الموت التي ستأتي على أحشائه فتقطعها وقلبه فتخلعه ، فستمطر رحمات الله فلا يجد له جرعة رحمة ولا رشفة مغفرة ، فكما كنت بعنفوانك تطغى وتتكبر وتظلم ولا ترحم ، هكذا مصيرك وحظك ومآلك.















الفصل الأول :

تتغير الأشياء وتتلون الزهور حتى الحشرات السامة والهوام يكتسون بجلد مختلف ومتغير وألوان حمراء وخضراء ولون يشبه لون الدم الخارج من بطن الدعسوقة ، ولكن الليل الذي يأتي على الناس المهمومة لا يشبهه ليل ، ونهار هؤلاء الناس الفرحى يأتي كأنه العيد والأفراح ففرق بين حزين يضحك وبين سعيد يبكي ، فلا تعجب من رجل يسقط من أعلى السفح دون شعور بالألم ، فقد تلد الحبلى ولا تشعر بألم المخاض ، فلا الناظر من أعلى يستوي ومن ينظر من أسفل ، شتان ما بين طفل بين والديه يضحك وطفل بين أحجار الجوع واليتم والعراء يبكي ويصرخ ، لم نعد نرى سوى ما يضحكنا ونتشاءم ممن يذكرنا ويبكينا ، حتى ضاع بيننا من ولدوا تحت خط الفقر إما بالمرض أو من الجوع ، حتى أمراض المناعة لم تتركهم بسبب قلة الغذاء ونقص الطعام ، فلو أن كل من أكل السمان والغزال وعشرات الأبقار في بطنه تذكر إخوته في البشرية وما يعانونه لدمعت عينه ولان قلبه واهتزت جوارحه بدلاً من تهتز بطنه الكبيرة التي تمتلأ بعشرة أكيال من الجرامات التي حشاها من الدهون المتراكمة والصلبة ، فقد كان يرقص على بطون الأطفال في الصومال ونيجيريا وفلسطين وغيرها من الدول المعدومة والتي لا موارد لها ؛
ينظر عادل في مذكراته التي يشاهدها كل حين ، فديونه قد كثرت وملأت ورقات المذكرة فيهز رأسه ويقول لنفسه :
متى يا عادل ستسد هذه الديون الكثيرة؟
ومتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه بلا دين أو هم يوقظك من نومك أو يكدر عيشك ؟
هل كل الناس تعيش كما تعيش أنت هكذا في كدرٍ ونكد وهم؟
أم أنا الوحيد في هذه الدنيا الذي أعاني وأفكر في مستقبلي وما هو آتٍ خلال الأيام القادمة
أفق يا عادل من كبوك وسباتك ونومك ؛ هيا افعل أي شيء ، لا تترك نفسك للدنيا تعبث بك وتطرحك نحو اليمين تارة ونحو الشمال أخرى؛ الأحرى بك أن تتفوق على ذاتك ونفسك وتعلو فوقها لتعانق نجم الحياة وكوكب الأيام والليالي لتصعد فوق الأعلام الوردية تلك التي لا يصعد أعلاها سوى من كان بالأمس غنيا ً؛ أتراني أصمد أمام عواصف التحديات التي أثقلت كاهلنا من صعوبة في اتخاذ أي قرار ، أو المضي قدماً نحو أهدافٍ كان من العسير عليَّ تحقيقها أو حتى السير لها ، لأننا نعيش داخل قفصٍ من فولاذ يحرسه بعض فئاتٍ ممن رضوا بأن يكونوا ذالك السوط في أيدي الجلاد ، فنتنفس بلا هواء ينقي تلك الرئة التي اسودت من غبار السلام العقيم الذي غاص في أعماق الشعب الصبور فأكثر أدرانه ومآسيه ، فلن تتعالى صيحات المرأة النحيفة فوق قمة تلك السبخة النتنة حتى لا يسمعها هذا الجرذ الأبيض ذو الذيل الطويل ، فيقرض ملابسها المزركشة بأنواع الحلي ، فتبكي على تلك الملابس وتسقط من أعلى السبخة في الوحل وتتسخ ملابسها ؛
يظل عادل داخل حجرته الضيقة يبحث في الهاتف عن عمل هنا وهناك ويظل يتصفح عشرات المواقع لعله يجد مهنته التي لا يعمل إلا هي ولا يحب سواها ؛ وبعد أيام من البحث والتنقيب لا يجد مهنته ولكنه يجد عملاً آخر لم يعتاده ، ولم يعمله من قبل ، فقد قرأ في هذا الموقع عن وجود عمل في مكان ما في القاهرة وبمرتب يعادل ما كان يأخذه من حرفته ، ألا وهو حارس شخصي لدى امرأة ثرية تقطن في مصر الجديدة وبالتحديد في "روكسي" هذا المكان الذي عاش وسكن به أثرياء وأمراء القرن التاسع عشر ورقصوا وثملوا فيه ، فعادل يمتاز بقوام ممشوق وطول فارع وعضلات مفتولة وملامح أوروبية جذابة وبمنطق حلو أخاذ...
فيذهب عادل لهذا المكان في الصباح ، أي في الساعة العاشرة قبل الظهيرة ويرتدي أبهى ملابسه وأجملها لتليق بهذه الوظيفة ، ويخرج ما معه من جنيهات فلا يجد سوى مائة جنيهاً في حقيبته ، فيأخذهم ويمضي وفي الخارج يقابله أحد جيرانه ويقول له :
أين كنت يا عادل؟
إننا لم نراك منذ بضعة أيام
تنهد عادل وقال :
لقد كنت ملازم الفراش لأنني أعاني من وعكة صحية هذه الأيام
يرد عليه توفيق وهو يداعب شعيرات شاربه ويقول:
وأين ستذهب الآن؟
يرفع حاجبه عادل وهو يهز رأسه فيقول :
سأذهب لأعمل مقابلة في عمل ما
رفع حازم يده اليمنى وهو يهز رأسه فقال : بالتوفيق إن شاء الله
ويمضي عادل ليركب السيارة من أمام الشارع ، ويظل يحدث نفسه بعدما جلس على الكرسي الذي في مؤخرة السيارة ، فيقول لها :
ما هذا العمل الذي سأعمله وهل سأقبل أم لا؟
ويتذكر إخوته الذين يكبرونه فقد تركوا له المنزل ورحلوا لبلاد الخليج وتركوا له ذلك الأب الكبير وتلك الأم المريضة ليرعاهما ويعتني بهما رغم ما هو فيه من شتات وعدم استقرار ، وقد تعدى العقد الأول من عمره ولم يتزوج إلى الآن ، ولم يفكر في الزواج إطلاقاً ، لأنه يرى طمس الحياة لمعالم شبابه الذي هوى من فوق أمال الحاضر ليرتطم بجسور المستقبل المتهاوي والذي صار كالأطلال الخربة وسط ركام من القبور التي عفا عليها الزمن واندثرت تحت الماضي العفن ليظهر منها هذا الحجر الصخري الذي كُتب عليه :
(هذا ما جناه علي أبي وما جنيته على أحد )
تلك ينابيع الحكمة تتفجر من بين ثنايا رجل عجوز عاش يلعق في عبث السنين ليستخرج منها كلمات تدخل في أذن الشاب الذي يعاني من ضعف الشخصية فيتلقاها بصدر واسع حتى يشفى من مرضه المعنوي؛ ينادي السائق على من في السيارة قائلاً :
من الذي لم يدفع الأجرة؟
يكرر السؤال ثانية من الذي لم يعطي الأجرة؟
فنظر إليه من بجوار عادل وقال له :
الأجرة يا هندسة ، فنظر إليه عادل وكأنه كان في غيبوبة وقال :
ها هي ؛ وأدخل يده في جعبته وأخرج النقود منها، وأعطاها للسائق وهو يلتفت للطريق يمنة ويسرة وبعد عدة ثواني ينادي على السائق قائلاً :
توقف هنا أنا سأنزل هنا ؛ ويشق عادل التحام الركاب وينزل من السيارة ثم يخرج الورقة التي بها العنوان وينظر إليها ويقول لنفسه :
هذا هو الشارع ولكن أين هذا المنزل وذاك المكان؟
ينظر عادل في الطريق وفي وجوه الناس فيستحسن أحدهم ويسأله عن المنزل المكتوب في الورقة ، فيقول له هذا الرجل السمين :
إنه هناك بجانب محل البقالة الذي في اليسار؛ فينظر عادل حوله ويعبر الطريق للجانب الآخر ويتجه نحو هذا المنزل المكون من أربع طوابق ، ويقف عادل أمام المنزل وينظر أعلاه ليرى اسماً للشركة التي يريدها أو ما شابه ذلك ولكنه لا يرى سوى لافتات لأطباء ومحامين وشركات مختلفة ، فيسأل هذا الرجل الجالس على الباب عن العنوان وفي أي طابق هو؛ فيقول له :
إنه في الطابق الثالث ، فيصعد عادل لهذا الطابق ويضغط على جرس الباب فيفتح له الباب هذا الفتى الأشقر ويدخل عادل حيث بعض المقاعد التي أعدت من أجلهم وقد جلس عليها خمسة من الفتيان وكل واحد منهم يمتاز بالطول والوسامة والبنية العضلية ويحملون تلك الوريقات أمامهم ، وينظر عادل في وجوههم وفي أجسادهم وينظر للأعلى حيث تلك الكاميرات التي وضعت في سماء المكان ليروا من يأتي ومن يجلس ويراقبون كلامهم وحركاتهم حتى يتم اختيار أحدهم ، ويضع هذا الفتى الأشقر ورقة "الأبلكيشن" أمام عادل كما وضعها أمام هؤلاء الفتية ، ويمسك عادل بقلمه ويكتب كل ما طلب منه في هذه الورقة ، ويأخذ هذا الشاب الأشقر من هؤلاء الشباب كل عشرة دقائق أحدهم ، وبعد نصف ساعة جلسها عادل في انتظار يدخل مع هذا الشاب لتلك الغرفة التي يجلس بها هذا الرجل ذو الشارب الكثيف والبذة السوداء ويصافحه عادل ويجلس أمامه في صمت ، فيقول له هذا الرجل ذو الشارب الكثيف : هل هذا هو اسمك؟
نعم ؛ إسمي عادل نور الدين محمود
وماذا كنت تعمل من قبل؟

عرض المزيد
إصدارات إخري للكاتب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
بلّغ عن الكتاب