قراءة كتاب مذكرات فؤاد عارف
المؤلف : | ابي بكر عبد الله بن ابي الدنيا |
القسم : | تصنيفات ليس لها فئات |
الفئة : | إخري |
اللغة : | العربية |
عدد الصفحات : | 364 |
تاريخ الإصدار : | غير معروف |
حجم الكتاب : | 5.5 ميجا |
نوع الملف : | |
عدد التحميلات : | 415 مره |
تريد المساعدة ! : | هل تواجه مشكله ؟ |
تحميل كتاب مذكرات فؤاد عارف pdf 2009م - 1443هـ اللواء فؤاد عارف البرزنجي (1913 -2010) هو سياسي وعسكري عراقي كردي، شغل مناصب مختلفة في العراق في العهدين الملكي والجمهوري، منها مرافق الملك غازي ، ورئيس أركان الجيش ومحافظ كربلاء ووزير الإرشاد ثم وزيراً للأوقاف وآخرها نائباً لرئيس الوزراء. ولادته ونشأته هو السيد فؤاد بن السيد عارف بن السيد محمود بن الشيخ إسماعيل بن الشيخ مصطفى القرداغي بن الشيخ حسن بن بابا رسول علي رأس الأسرة البرزنجية، ولد في مدينة العمارة سنة 1913 وتوفي سنة 2010. خاله هو الوزير والنائب والمتصرف في العهد الملكي ماجد مصطفى،، قد تربى في كنفه بعد أن توفي والده عام 1914. شاهد قصف القوات البريطانية لمدينة السليمانية عام 1919 وكذلك سنة 1924 أثناء ثورات محمود الحفيد. خدماته العسكرية دخل فؤاد عارف الكلية العسكرية عام 1928 ضمن فئة المقبولين من أبناء رؤساء العشائر، اما أبرز زملاء الدراسة فهم عبد الكريم قاسم وأحمد صالح العبدي والأمير غازي، وتخرج ملازم ثان وعمل مرافقا للملك غازي في الكلية ثم عين بعد تخرجه مرافقاً له 1936 وقد تدرج في الرتب العسكرية وأسندت إليه بعض المناصب الحساسة مثل آمر الانضباط العسكري في بغداد. كما شغل منصب رئيس أركان الجيش بعد حركة 18 تشرين الثاني 1963. مناصبه السياسية عين بعد ثورة 14 تموز 1958 محافظا لكربلاء، ثم شغل منصب وزير الدولة ووزير الزراعة بالوكالة ووزير الإرشاد في التعديل الثاني من وزارة عبد الكريم قاسم عام 1959 . تولى منصب وزارة الاوقاف بعد 1963 في وزارة أحمد حسن البكر الأولى . وفي عام 1968 اصبح نائباً لرئيس الوزراء في وزارة عبد الرحمن عارف ، ثم تقاعد. مذكراته كتب الجزء الأول من مذكراته بعنوان حزمة من الضوء على تاريخ العراق المعاصر وطبعها سنة 1999، ثم صدر الجزء الثاني من مذكراته سنة 2011. هذه المذكرات القيمة كتب في مقدمتها السياسي الكردي فؤاد عارف يقول إن هدفي الاسمى ان اسجل لشبابنا حقيقة كنت ازداد ايمانا بها في أحرج لحظات عمري وهي ان لا افضل في الحياة من أن يكون المرء مخلصا لوطنه وقومه صادقا مع نفسه وغيره وفيا للابعدين والاقربين. ويقول الكاتب انه يؤمن ان الرجل موقف ومبدأ فيكون جريئا متواضعا ابيا قويا امام مغريات الدنيا باطنه لا يختلف عن ظاهره، وان كان هكذا فان الله تعالى يكون دوما في عونه هذا الذي لمسته لمس اليد مرارا وتكرارا على مدى عقود طوال قضيتها في خضم احداث ساخنة لما تهرب من اي منها يوما ما. تعد المذكرات من اهم المصادر التاريخية ليس لدينا في تاريخنا بل حتى في تاريخ اوروبا منذ عصر النهضة في القرون 14-15-16، وهي تعد من اهم واخطر ادوات البحث التاريخي، ومن وقائع التاريخ المعاصر لا يمكن الغنى عنها عند التصدي لدراسة او البحث في موضوع في التاريخ المعاصر يصعب في احيان كثيرة الحصول على ادوات البحث فيه من الوثائق او المخطوطات. تحول تسجيل المذكرات إلى ظاهرة ملحوظة في العراق، بعد انهيار النظام الملكي عام 1958، وكان نصيب الكرد في المرحلة هذه قليل في عملية صنع القرار في العهد الملكي، لذا فان ما هو منشور من مذكرات كرد العراق قليل بقدر اصابع اليد. وهذا يضفي على مذكرات اللواء المتقاعد فؤاد عارف بعدا جديدا حيث يروي احداث فيها الفائدة والعبرة التاريخية عن مراحل مهمة وحقب من تاريخ العراق المعاصر، وخاصة الخلاف بين عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف بعد قيام الثورة على 1958 لانه كان شاهد عيان على بعض من هذه الاحداث، فضلا عن ان المذكرات فيها حديث صاحبها عن الحرب العالمية الاولى وآثارها على منطقته، وحركة الشيخ محمود وانتفاضة عام 1919 وما بعدها وجلوسه مع الامير غازي على رحلة الدراسة ويرافقه بعد ان ينتقل العرش اليه (1933-1939)، ويكون على صلة وثيقة مع اغلب الضباط الاحرار في العراق رغم قناعاته الفكرية، ويتبوا مراكز حساسة في العهد الجمهوري زمن عبدالسلام عارف وقبله قاسم، ويتمتع بحب وثقة الكرد الذين عاصرهم ويلتقي زعماء من العالم امثال جمال عبدالناصر وميكويان وسوكارنو وشوان لاي، ونجد ان صاحب المذكرات يبحث في الغالب عن فضائل الناس من دون ذكر سلبياتهم. وتنطلق المذكرات في البداية الى مراحل الطفولة والصبا بين (1921-1928) عن اسرته وحياته مع خاله ماجد مصطفى الشخصية الكردية المعروفة، ثم قصف السليمانية عام 1919 وهرب صاحب المذكرات الى ايران، وتعلم القران في قرية ششو، وتقديم عريضة للمتقاعدين الى الشيخ محمود البرزنجي القائد التاريخي للحركة الكردية في العراق حتى اربعينيات القرن العشرين، ثم التلمذة والكتاتيب والمدرسة حيث يتذكر فؤاد عارف عندما عين خاله ماجد مصطفى مديرا لناحية العزيزية وعاش في بيت عمه ببغداد نوري البرزنجي وكان يعمل مدير مدرسة ابتدائية. ثم ينتقل صاحب المذكرات الى مرحلة دخوله الكلية العسكرية مع الامير غازي، حيث دخل الكلية عام 1928 وزمالة الامير غازي حيث يصف تلك الرحلات معه ووضع غازي المالي حيث يقول صاحب المذكرات ان الملك غازي بعد ان تولى العرش كان راتبه وتخصيصاته 800 دينار عراقي آنذاك يدفع منها للموظفين في البلاط والقصر بمن فيهم رئيس الديوان لم يكن مترفا كملك ويشعر بالضيق المالي من حين الى اخر بسبب الميزانية، ومنها يورد صاحب المذكرات ان الملك غازي اراد شراء سيارة جديدة معروضة للبيع سعرها 410 دينار نوع بكرد موديل عام 1937 لكن النقود لم تكن تكفي لشرائها حيث ابلغه ناظر الخزينة بقوله (والله سيدنا ماعندنا فلوس) وكانت صلاحيات الملك غازي محدودة، وهو قليل الملبس والمأكل والمال كما يقول فؤاد عارف في هذه المذكرات. ثم يشير الى ذكرياته عن الملكة عالية، وهو مرافق الملك غازي رغم انه كردي كما يقول، وعن علاقة الملك بالانكليز واستمرار القلق وتوالي الاحداث ويشير الى علاقته مع بكر صدقي وما يتذكره عنه، ثم يتطرق لآرائه في الملك غازي بأنها افضل الذكريات عن غازي ويصفه بانه يمتلك نزاهة الدراويش والرهبان الورعين الصادقين رغم ان خصومه تجنوا عليه في حياته الخاصة. ويتذكر اللواء المتقاعد فؤاد عارف ايامه بعد وفاة الملك غازي وثورة مارس 1941 والعقيد فهمي سعيد ومع جميل المدفعي ثم مع الضباط الاحتياط الجدد وعن الضباط الاربعة ومع نوري السعيد رئيس الوزراء العراق آنذاك. ثم يتجه الى ثورة 14 تموز 1958 وعلاقاته مع الضباط الاحرار وتعيينه متصرفا في كربلاء ودوره بتخفيف التوتر بين عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف، ثم تعيينه وزيرا للدولة لشؤون الاوقاف في عهد عبدالكريم قاسم وعلاقته مع خالد النقشبندي عضو مجلس السيادة جاره وصديقه في بغداد، ثم ذكرياته عن حركة الشواف، ثم القطيعة بين صاحب المذكرات وعبدالكريم قاسم حيث قدم استقالته من الحكومة. ثم يتطرق الى احداث 14 رمضان 1968 واصبح فيها اللواء المتقاعد فؤاد عارف وزيرا لشؤون الاوقاف وبابا على الشيخ محمود وزيرا للزراعة، وزيارته القاهرة ولقاء عبدالناصر وبن بيلا الرئيس الجزائري آنذاك، ثم علاقته مع عبدالرحمن البزاز وحكومته الجديدة ومشاركته معه في مفاوضات بغداد عندما جاء الشيخ ادريس البرزاني لإجراء المفاوضات مع الحكومة العراقية عام 1966 ثم نفيه الى عين التمر. ويشرح صاحب المذكرات قناعته بعدالة القضية الكردية والتي دفع بسببها الاستقالة من الوزارة بين (1966-1968) ومعه ايضا احسان شيرزاد الذي يقول عنه انه اتخذ نفس الموقف في مجلس الوزراء. وبعد هذه الرحلة الشيقة والحكيمة تنتهي المذكرات في جزئها الاول الممتدة لاكثر من نصف قرن عاشها اللواء المتقاعد والسياسي الكردي فؤاد عارف بكل ارهاصاتها واحداثها الجسام وتحولات شخصياتها وتقلبات وزاراتها وعلاقات العراق مع الدول العربية والاقليمية والعالمية، وتأثيرات الاوضاع الداخلية والظروف الخارجية في كل ذلك على القضية الكردية ونضالات رجالها وتضحياتهم. اننا اذ نعرض لهذه المذكرات فإن قراءتها في هذه الفترة تعطي الدروس والعبر والعظات لدارس وقاريء التاريخ لكي يستفيد من تجارب الآخرين لاسيما عندما تكون لشخصية معروفة ومهمة مثل اللواء المتقاعد فؤاد عارف السياسي الكردي لكي يتعرف الدارس على احداث العراق خلال القرن العشرين في عقوده الخمسة الاولى، لاسيما اننا درسنا من التاريخ تلك المقولة الخالدة "ان التاريخ يعيد نفسه"، ولو لم تكن بنفس الصيغة بالتمام لكنها أقرب الى الأحداث. .
عرض المزيد