قراءة كتاب سيدة البيت الجديدة الخادمة ما لها وما عليها
المؤلف : | صالح بن عبد الله العثيم |
القسم : | العلوم الإسلامية |
اللغة : | العربية |
عدد الصفحات : | 95 |
تاريخ الإصدار : | غير معروف |
حجم الكتاب : | 0.5 ميجا |
نوع الملف : | |
عدد التحميلات : | 223 مره |
تريد المساعدة ! : | هل تواجه مشكله ؟ |
تحميل كتاب سيدة البيت الجديدة الخادمة ما لها وما عليها pdf 2010م - 1443هـ يلاحظ المتابع وجود الخادمات في البيوت الخليجية بصورة مفتوحة تدعو إلى دراسة هذه الظاهرة وتقييم أبعادها والحاجة الفعلية لها مقرونة بالمكسب والخسارة؛ حيث يستخلص من الدراسات التي قامت بمسح شامل أو تلك التي اقتصرت على عينات وشرائح محددة، بأنه يوجد في منطقة الخليج أكثر من نصف مليون خادمة تقوم على خدمة ثلث المجتمع الذي يقدر بعشرين مليون نسمة، وهي نسبةٌ كبيرةٌ إذا ما قيست بعدد السكان، وخاصة عند الافتراض بأن متوسط أفراد العائلة الخليجية سبعة، فإنه والحالة هذه يصبح لكل عائلة من أصل ثلاث عائلات خادمة. وفي هذه الحال نعي أهمية تأثير الخادمة على حياة الأجيال القادمة النابع من دورها ومشاركتها في أوجه الحياة الأسرية؛ وهذا التأثير والتأثر سنلحظه في اللغة، والسلوك، وتأهيل الأولاد للحياة، وغير ذلك من المواقف التي يعبر عنها تسليم قيادة البيت لخادمة والاستعانة بها في أمور حساسة ومهمة؛ ويعكس استئثارها بسلطة واسعة ومطلقة بالبيت، ويجعل منها القيم على شؤون العائلة، وفي مثل هذه الأحوال يستدعى قرع أجراس التنبيه والخطر؛ تفاديًا للجوانب السلبية التي لا يمكن حصرها واستقصاؤها لاحقًا. والخوف من اتساع دائرة الخلل وشموله كل جوانب الأسرة أملى ودعم الكتابة حول سيدة البيت الجديدة تحت عنوان «الخادمة ما لها وما عليها»؛ رغبة في سبر وتشخيص ظروف ودوافع تشغيل الخادمة، وحدود مساحتها في العمل، والانعكاسات الاجتماعية، والصحية، والنفسية، على الأسرة والخادمة، وما تفقده الأسرة من تأهيل فتيات المستقبل لجانب مهم من الحياة الزوجية وما تجلبه الخادمة من متاعب وخلل في جوانب مهمة. إلى جانب استعراض أوجه حياة الخادمة التي تعيشها في وسط أسرتها الجديدة، والألم، والمعانات التي تتجرَّعها بسبب فقد الأهل، والوطن، والعيش في بيئة اجتماعية بعيدة عن مناخ مجتمعها، أو مع عائلة لا ترعى الله فيها، وغير ذلك من الموضوعات المهمة التي وضعت تفاصيلها في بابين: أحدهما: لتحليل ضروريات ومبررات وجود خادمة في البيت وإفرازاته، والبحث في دوافعه، وأسبابه وخلفياته وطبيعة التعامل وأنواعه. والباب الآخر: تناول الخير، والشر الذي ينعكس على الخادمة بدءًا من التفكير بالقدوم، والأحلام المفتوحة، ثم مقابلة الواقع والحياة في ظل مجتمع جديد، ثم المتاعب التي تحاصرها والفوائد التي تجنيها. وأخيرًا ختمت الباب داعيًا، وساعيًا، للبحث عن بدائل وحلول تغني عن الخادمة، أو تقلل من وجودها، وباحثًا في مدى إمكانية تطبيق ذلك. وأسأل الله – جل جلاله – أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ودافعًا للبحث عن بدائل جديدة تغني كلاً من الطرفين عن الآخر، كما أتطلع أن تكون المعالجة موضوعية، وتلتزم بعدالة الطرح، ومنهجية التحليل، والحمد لله أولاً وأخرًا. الباب الأول: دوافع وأسباب استقدام الخادمة يوجد عدد من الأسباب، والدوافع الخاصة، والعامة التي أسهمت في جلب الخادمات إلى منطقة الخليج، والتي صعب حصرها والإحاطة بها تحديدًا تحت أسباب بعينها، ولكن المتابع الفاحص لحركة التنمية الشاملة التي شهدتها منطقة الخليج قبل أكثر من عقدين يضع يده على عدد من العوامل والدواعي التي أسهمت بطريقة واضحة، وجلية في البحث عن خادمة أجنبية تعمل في البيت، وهذه الظروف والبواعث أسهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة،وربما هيَّأت الأرضية ووفرت الأسباب للقناعة بالبحث عن من يتولى مساعدة ربة البيت على الوفاء بمسؤولياتها في بيتها. من هذه العوامل والأسباب العامة والخاصة ما يلي: صاحب التنمية الشاملة زيادة الدخول المالية لشريحة واسعة من المجتمع، مما أملى وفرض استبدال منازل جديدة واسعة بالمنازل القديمة يصعب السيطرة عليها من حيث النظافة والصيانة والمتابعة بجانب زيادة توفير الاحتياجات والأغراض الشخصية من الملابس، والستائر، والسجاد، وغيرها فأصبحت الزوجة بمفردها غير قادرة على الوفاء بكل المسؤوليات المتوخاة منها فاضطرت الأسرة للبحث عن خادمة استجابة لمعطيات التنمية، وتلبيةً لمنجزاتها المُلحة، وصار وجود خادمة بالبيت أمرًا لازمًا يعبر عن خير وشر التنمية الشاملة. التنمية الشاملة في منطقة الخليج والتي شملت عموم شؤون الحياة دفعت شريحة كبيرة من الزوجات إلى مواصلة تعليمهن أو العمل خارج البيت وصعوبة الجمع بين أعباء الوظيفة والدراسة وبين متطلبات البيت، والأسرة، حيث يجد المتابع أنَّ معظم أفراد الأسرة إنْ لم يكن جميعهم أصبحوا خارج أسوار البيت تبعًا لظروف التنمية ومتطلباتها؛ فالأولاد مثلاً في المدارس صباحًا ويساعدون آباءهم مساءً في أعمالهم الخاصة في عدد من المشروعات التجارية والزراعية والتي لازمت الطفرة والتنمية، وأصبحت من أهم إيجابياتها، فالزوج الذي يفترض فيه تولي جزء من مسؤوليات البيت وشؤونه وخاصةً متابعة مذاكرة الأولاد وواجباتهم المدرسية سعى لتعزيز دخله بأعمال أخرى مثل العمل في الزراعة، والتجارة، والبناء، وغيرها فأصبح معظم وقت الأب خارج المنزل يلهث خلف استثمار الظروف الراهنة لتعزيز دخله، وتحسين ظروفه المعيشية، واستثمار المواسم الحالية. والزوجة هي الأخرى دفعتها الظروف الجديدة لمواصلة تعليمها، أو اللحاق مؤخرًا بالتعليم، ثم الالتحاق بالعمل فهذا بدون شك أسهم كثيرًا في تعزيز الدخل صاحبه فراغٌ في المسؤولية وأعمال منزلية كثيرة تحتاج إلى من يتولها ويعنى بها. دخول الفرد الجيدة التي اقترنت بالتنمية لدي شريحة واسعة من المجتمع دعمت البحث عن تحسين جوانب الحياة المتنوعة وتجهيز البيوت بكماليات تنسجم مع زيادة الدخل وتغير الحياة فتم شراء سلع منزلية جديدة وتجهيزات كثيرة ترتب عليها مسؤولية خدمية إضافية، احتاجت إلى من يتولاها؛ لأنه من العسير على الزوجة بمفردها الوفاء بمتطلبات البيوت الواسعة المجهزة بهذه الكماليات. رعاية الأطفال والقيام بشؤون البيت أثناء غياب الزوجة خارج البيت للعمل أو الدراسة يملي وجود من يعتني بالأطفال، ويقوم على شؤون المنزل من النظافة والتغسيل وربما المساعدة في إعداد الطعام. رعاية كبار السن والمصابين بأمراض الشيخوخة المزمنة أو الأمراض الدائمة كالفشل الكلوي، أو السرطان، أو غيرها بجانب مسؤوليات الأسرة العادية التي تستهلك الوقت على حساب الاهتمام بتلك الفئة يدعم التفكير بجلب من يساعد ربة البيت؛ حتى تتفرغ لمسؤوليتها الأساسية، أو تساعدها في بعض جوانب من عملها. رعاية الأطفال المعاقين عمومًا سواء كانوا من فئة شديدي الإعاقة أو الفئات التي تحتاج إلى تأهيل مهني وتقديم العون والمساعدة في توفير الرعاية المنزلية والتدريب على التأهيل للرعاية الاجتماعية وخاصة فئة الأطفال المصابين بأمراض تتعلق بالمخ والأعصاب، ممن لا يميزون أو يضعف تمييزهم لمن حولهم، ويحتاجون إلى راعية لصيقة ودائمة ومتواصلة؛ لكونه يخشى عليهم الإضرار بأنفسهم أو يخشى منهم أن يتعدوا على من حولهم. الحاجة للخادمة في البيت خلال ظروف مؤقتة مثل تولي شؤون البيت عند ولادة الأم أو مرضها، حيث يتعطل أو يختل الوفاء بالمتطلبات المنزلية العادية من متابعة الأطفال الصغار، والعناية بهم، وإعداد الطعام، ونظافة الملابس والمنزل. ولا ننسى طبيعة حجم الأسرة الكبيرة في منطقة الخليج الذي يغذيه وينميه حب الأطفال، وكثرة النسل، وغالبًا ما تكون الفترة الزمنية بين كل طفل وآخر قصيرة جدًا مما يضاعف من حجم المسؤولية والرعاية؛ لوجود أطفال صغار يحتاجون غالبًا إلى متابعة لصيقة ورعاية خاصة ودقيقة، مثل هذا وغيره يدفع رب الأسرة تحت وطأة الظروف الطارئة للبحث عن خادمة مؤقتة تقوم بهذه الشؤون، أو تتولى بعضها، وربما يستمرأ الحل في معظم الأحوال، ويصبح وجود الخادمة أمرًا لا مناص منه حتى مع زوال الدوافع والمسببات وهكذا. أسهمت أسباب كثيرة في استقدام الخادمات؛ تلبيةً وتجاوبًا مع كثير من الظروف والدواعي التي يصعب الإحاطة بها وتناولها مثل: اتساع حجم الأسرة، غياب الزوجة عن البيت لأي سبب من الأسباب، وجود مشاكل اجتماعية، كثرة المناسبات، وجود أعراف اجتماعية تستدعي فتح أبواب الضيافة لاستقبال الضيوف أو لغرض المصالحة بين المتخاصمين كرؤساء القوم ومشايخهم، وكذلك وجود نمو حضاري يصاحبه تطلعات خاصة يغري بعض الناس بإبعاد الزوجة عن الأعمال المنزلية؛ بغية المحافظة على راحتها وبشرتها وعدم إجهادها، وتخصيص العمل المنزلي لمن يتولاه طالما أن الظروف مواتيةٌ ومساعدة؛ وهذا طبعًا يتمشى مع رغبة الزوجة الساعية دومًا على المحافظة على جمالها ونعومة بشرتها وتفرغها لزوجها بصورة خاصة. ويضاف إلى ذلك اتساع حجم وحاجة أفراد الأسرة وزيادة تطلعاتهم ومطالبهم على ضوء المداخل المالية الجديدة والتطور الذي صاحبها. وهذا بدون شك يجعل المرأة تستمرىء الجلوس، وتقلل من الحركة، وتعتقد بأنها وصلت إلى درجة عالية من السعادة تحت شعارات التمتع بالنعيم، وهي لا تدري بأنها تقتل نفسها بدون سكين؛ لأن الركون وعدم الحركة يساهم في ضعف وظائف الجسم بدرجة كبيرة، ويقلل من جهدها وفاعليتها وقدرتها على مكافحة الأمراض. فإذا جلست المرأة الآن طواعية باختيارها فلن تفلح مستقبلاً بالنهوض لممارسة حياتها الاعتيادية إنْ لم تتدارك نفسها، وتستثمر النَّعم الكبيرة التي أنعم الله بها عليها من القدرة على العمل والحركة التي تنمي المدارك، وتزيد من قوة مناعة الجسم ولياقته، وقدرته على مكافحة الأمراض، ثم قوة الجسم والأعضاء الخارجية، وتكيفها مع الأعمال المنزلية المطلوبة إلى جانب إحساس المرأة بالسعادة الكبيرة التي تغمرها بعد وفائها وإنجازها لكل ما هو مطلوب منها. توجد الخادمة في البيت تحت غطاء من المبررات الوهمية أو الأمراض الاجتماعية المنتشرة والتي قد يدفع إليها التقليد الأعمى والمحاكاة للغير أو حب المباهاة أو غير ذلك من الأمراض الاجتماعية. .
عرض المزيد