قراءة رواية القرود في بلد النمرود
المؤلف : | سيد أحمد أمين |
القسم : | الأدب العربي |
الفئة : | الروايات العربية |
اللغة : | العربية |
عدد الصفحات : | 154 |
تاريخ الإصدار : | غير معروف |
حجم الكتاب : | 0.8 ميجا |
نوع الملف : | |
عدد التحميلات : | 180 مره |
تريد المساعدة ! : | هل تواجه مشكله ؟ |
تحميل رواية القرود في بلد النمرود pdf نبذة عن رواية قرود في بلد النمرود
ولكنهم كالأفعى التي تغير جلدها ، فلا يتأثرون إلا قليلاً ، وكيف لقلبٍ وقف على رؤوس الأطفال ليساويهم بالتراب أن يتألم ، أو يصرخ ، فرفات الأموات لا يصير طعاماً للأحياء ، ولا أظافر الثكلى تكون سهاماً في قلوب الأعداء ، ففي كل يوم يعبر فيه البشر ركام عيوبهم لا يدركون أبداً نقص الأيام ، فهؤلاء لا يطلق عليهم إسماً بشرياً ولكن من السهل أن تطلق عليه:
إما ابن عُرسٍ أو سرطاناً خبيثاً ، فأسماء البشر لا تجوز لهم ، أرأيت عنقوداً لحجارة؟
أو غصناً لحديد ينصهر؟
فكيف يكون العقرب حملاً؟
أو أنثى الذئب تحلب لبناً ؟
عبارات تخجل من شكلها وأصناف لأناس لا تستحي أن تتغوط أمامهم ، لا لأنك لا تستحي ، بل لأنهم لا يظهرون في عينيك، أو صورهم لا تكون تحس أو تلمس ، كأشباح الجن الخفيُّ ، فهو كسرابٍ أو كبقع الزيت الداكن ، فتلك إذن الطامة الكبرى أن يكون هناك جسد العرايا يملأه الشوك ، فتلك بلاد الحمقى أنجبت من كل أنثى أيضاً أنثى كأنهم ما عرفوا أبداً سوى أرض الدماء ، أو لحن الحرب مع الأعداء ، فتتهاوى تلك الصيحات من جاءت برجل أحمق ، يورث بلد الجبار تلك الأقزام ، فيا ليتك لم تولد أبداً حتى لا تكون يهودياً ،
تقتل ، تأخذ ، تسلب ، ولا تعرف غير التعذيب ، فهل ترى في حياتك مثل هؤلاء القتلة؟
بل أبناء الشيطان ، يقولون أنهم شعب الله المختار ولكنهم ليسوا من نسل نبيٍ أبداً ، ولا ينسبون أبداً لنبي الله "يعقوب" ، فلو كانوا فعلاً كما قالوا فهم أحفاد من سجنوا وباعوا يوسف ، هم من صُلبِ قتلةِ الأنبياء وحارقي الكتب المقدسة ، هم أحفاد الخنازير وقرود السبت الملعونة ، هم من ( لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون ) كلام رب العالمين ، فقد اصطادوا الحوت علانية وما راعوا كلمة ربهم ، أما قال الله في القرآن:
( فأولئك هم الكافرون ، فأولئك هم الظالمون ، فأولئك هم الفاسقون ) فما ذكر القرآن من أحدٍ كذكر هؤلاء الحمقى ، لا لأنهم فضلوا على العالمين ، فهذا كان منذ الوهلة الأولى عندما كان يوسف حياً ، ثم من بعده قالوا لن يبعث الله أحداً ، فارتدوا كفاراً وعصاةً وفي الأسر تحت الفرعون ، يستعبد من كان رجلاً ، أما الموت فللأطفال ، جزاءً وفاقاً ، فبعد التفضيل اللعن مكانه وبعد شقٍ اليم مسخٍ لقرود ، فكرامات تتبدل حسراتٍ ومعجزات لقتلٍ وكوارث وعقبات.