كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب ت الأرناؤوط ج4
تحميل كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب ت الأرناؤوط ج4 pdf 1989م - 1443هـ يعتبر هذا الكتاب من أهم مصنفات التاريخ العربي الإسلامي المختصرة، ومن أكثرها شهرة وفائدة للمشتغلين بفنِّ التاريخ عامة وباب التراجم والسير منه خاصة، وقد استطاع مؤلفه (الإمام المؤرخ الأديب الفقيه عبد الحي بن أحمد بن محمد العَكَري الصَّالحي الدمشقي، الشهير بابن العماد الحنبلي)، المولود بصالحية دمشق سنة (1032 هـ=1623م) والمتوفى بمكة المكرمة سنة (1089هـ=1979م) أن يؤرخ فيه أحداث القرون الهجرية العشرة الأولى، كالحروب، والغزوات، والمعارك، والولادات، والوفيات، وسير الأعلام، وغير ذلك من الأحداث التي شهدها تاريخنا العربي الإسلامي خلال تلك الفترة الطويلة من عمر الزمن باختصار من غير إخلالٍ ولا إطناب إلا فيما ندر. ويمتاز "شذرات الذهب" من غيره من كتب التاريخ المختصرة بأمرين اثنين: أولهما: كونه يؤرخ من السنة الأولى إلى سنة ألف للهجرة، الأمر الذي يجعله من أوسع كتب التاريخ العربي الإسلامي من جهة استيعابه لما يقرب من ثلاثة قرون زيادة على كتب التاريخ الإسلامي الأخرى، كـ"تاريخ الإسلام" للذهبي، و"البداية والنهاية" لابن كثير. وثانيهما: صفة الحياد التي حاول المؤلف التمسك بها في معظم المواطن التي ألمح فيها إلى الأحداث التي شهدها التاريخ العربي الإسلامي، ولاسيما في القرن الأول الهجري ولا يخفى على الدارسين أن صفة الحياد إن وجدت لدى المؤرخ فإنها تعزز الثقة بكلامه وتجعل كتابه مصدر ثقة لكل باحث أو ناقل، والعكس بالعكس، وقد ضمَّن المؤلف كتابه مايقرب من عشرة آلاف ترجمة لأعيان التاريخ من الخلفاء والأمراء والوزراء والفقهاء والقراء والمحدّثين، والأدباء والشعراء والمؤرخين والأطباء والحكماء والمتصوفة، وغير ذلك مما شهدته القرون الهجرية العشرة الأولى من الأعلام. وقد طبع الكتاب أول مرة بمصر في مكتبة القدسي بالقاهرة سنة (1351 ـ 1352هـ= 1931ـ1932م)، دونما تحقيق ثم أكرم الله تعالى كاتب هذه السطور (محمود الأرناؤوط) بتحقيقه بإشراف والده (الشيخ عبد القادر الأرناؤوط) ونشرته دار ابن كثير بدمشق وبيروت بين عامي (1406-1416هـ=1986-1995م)، في أحد عشر مجلداً، وقد احتوى المجلد الواحد منها على أحداث ووفيات قرن كامل، وخصص الأخير منها للفهارس العامة، وتولى التقديم له الأستاذ الدكتور شاكر الفحّام، والأستاذ الدكتور خالد عبد الكريم جمعة. شذرات الذهب في أخبار من ذهب كتاب من كتب التاريخ، ألفه الفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلي (1032 هـ-1089 هـ)، حيث أرخ ابن العماد في كتابه الألف سنة الأولى من الإسلام، مبتدئا بالسنة الأولى للهجرة فالثانية فالثالثة وهكذا، مبينا في كل سنة أهم أحداثها، منبها إلى من توفي في هذه السنة من الأعلام والمحدثين منهم خاصة مع ذكر طرف من ترجمته، ويعد كتاب شذرات الذهب في واقع الأمر ملخص لتاريخ الإسلام للذهبي، وملخصا لكتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة للحافظ ابن حجر، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للحافظ السخاوي، والكواكب السائرة بمناقب أعيان المائة العاشرة للنجم الغزي، وموجز وذيل لما ألف على السنين من تاريخ الطبري وابن الجوزي وابن الأثير ومرآة الزمان وعيون التواريخ والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير، وما ألف على البلاد مثل تاريخ بغداد وتاريخ الشام وتاريخ قزوين وغيرهم من كتب المتقدمين وبعض المؤرخين المحليين من المتأخرى ن، وهو يشمل أيضا ما ألف على الأسماء كابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان والوافي بالوفيات، وغير ذلك من المطبوعات والمخطوطات التي انتهت قبل سنة ألف هجرية. وقد قال ابن العماد الحنبلي في مقدمة كتابه: شذرات الذهبفهذه نبذة جمعتها تذكرة لي ولمن تذكر وعبرة لمن تأمل فيها وتبصر من أخبار من تقدم من الآماثل وغبر وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثاً يذكر جمعتها من أعيان الكتب وكتب الأعيان ممن كان له القدم الراسخ في هذا الشان إذ جمع كتبهم في ذلك إما عسر أو محال لا سيما من كان مثلي فاقد الجدة بائس الحال فتسليت عن ذلك بهذه الأوراق وتعللت بعلل عله يبرد أوام الاحتراق إذ هذا شأو لا يدرك دقه وجله فليكن كما قيل ما لا يدرك كله لا يترك كله أردت أن أجعله دفتراً جامعاً لوفيات أعيان الرجال وبعض ما اشتملوا عليه من المآثر والسجايا والخلال فإن حفظ التاريخ أمر مهم ونفعه من الدين بالضرورة علم لا سيما وفيات المحدثين والمتحملين لأحاديث سيد المرسلين فإن معرفة السند لا تتم إلا بمعرفة الرواة وأجل ما فيها تحفظ السيرة والوفاة فممن جمعت من كتبهم وكرعت من نهلهم وعلمهم مؤرخ الإسلام الذهبي وفي الأكثر على كتبه أعتمد ومن مشكاة ما جمع في مؤلفاته استمد وبعده من اشتهر في هذا الشأن كصاحب الكمال والحلية والمنهل وابن خلكان وغير ذلك من الكتب المفيدة والأسفار الجميلة الحميدة وسميته شذرات الذهب في أخبار من ذهب ورتبته على السنين من هجرة سيد الأولين والآخرين وأسأل الله أن يثقل به ميزان الحسنات وأن يجعله مقرباً إليه وإنما الأعمال بالنيات فأقول ومنه أطلب العون والقبول.. خير ما يمكن قوله: إنّ هذا العمل يزكّي نفسه، فهو عمل سار فيه محققه وفق منهج واضح في التحقيق والتعليق، فبدأ بنسخ الكتاب ومقابلة المخطوطة بالنسخة المطبوعة، ثم أخذ في قراءته على والده مرة أخرى، فضبط الأعلام وخاصة ما يحتاج منها إلى ضبط، وخرّج الآيات القرآنية والأشعار. ثم أضاف في مواطن عديدة- وفي هوامش الكتاب- بعض ما يحتاج إليه القارئ من مهمات الحوادث التي فات المؤلّف ذكرها، مع تتبع للنصوص المنقولة للتأكد من صحتها، وفعل ذلك كله في أناة وصبر ودقة. وما أحوجنا في هذه الأيام إلى نشر نصوص تراثنا بهذه الطريقة، بعد أن كثر نشر النصوص بصورة سيئة على أيدي بعض المحققين من حملة الشهادات. وقد رأيت من بعض هؤلاء عجبا، حيث يشوهون النصّ تشويها، ولو أنهم تركوه في خزائن المكتبات مخطوطا لكان خيرا لنا ولهم. وما أحوجنا أيضا إلى نشر كتب التاريخ الإسلامي التي ما زالت مخطوطة وإعادة نشر ما نشر منها غير محقّق، لما لهذه الكتب من أثر في فهم تاريخنا وتحليل أحداثه تحليلا سليما، بعيدا عن روح العصبية والتحامل. إن قيام الأستاذ محمود الأرناؤوط بنشر هذا الكتاب يعدّ خدمة جليلة للمهتمين بالتراث العربي الإسلامي، وإسهاما منه في تقديم نصّ ذي قيمة علمية كبيرة إلى قرّاء العربية. أما والد المحقق الأستاذ المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط- المشرف على تحقيق الكتاب- فقد خرّج أحاديث الكتاب وفق الأسس العلمية الصحيحة في تخريج الحديث، ولا غرو فهو أحد المحدّثين المتمكنين القلائل في أيامنا، وقد يعجز مثلي عن أن يفيه ما يستحقّ من الثناء، فكفاه فخرا أن يكون محقق «جامع الأصول في أحاديث الرسول» لابن الأثير، وأحد محقّقي «زاد المعاد في هدي خير العباد» لابن قيم الجوزية، فجزاه الله كل خير على ما قدم إلى الإسلام وأهله. وإني لآمل أن يستمر محقق هذا الكتاب الأستاذ محمود الأرناؤوط في بذل الجهد لنشر نصوص أخرى، خدمة لتراثنا العربي الإسلامي. .
عرض المزيد