كتاب الأمثال في القرآن ابن قيم الجوزية
تحميل كتاب الأمثال في القرآن ابن قيم الجوزية pdf 1981م - 1443هـ الأمثالُ هي أسلوبٌ بلاغيٌّ يُستعمل في توصيل المطلوب إلي السامع. كان ضرب الأمثال من عادة العرب. جمع عدة أدباء، من أبرزهم الزمخشري الأمثال القديمة للعرب. التعريف الأمثال: جمع مثل، والمثل والمثل والمثيل: كالشبه والشبه والشبيه لفظا ومعنى. الغايات يعتقد المسلمون أن إحدى غايات ضَرْبُ الأمثال هي التفكر والتذكر. يذكر القرآن في بيان الهدف من الأمثال: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [14:25] ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [29:43] ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [59:21] كما أنّ القرآنَ حذّر من عدم الانتفاع بالأمثال: ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾ [25:39] قال ابْنُ جرير الطبري: "وكلَّ هذه الأمم... مثَّلْنا له الأمثالَ، ونبَّهْناها على حججنا عليها، وأعذرنا إليها بالعبر والمواعظ، فلم نُهْلِكْ منهم أمةً إلا بعد الإبلاغ إليهم في المعذرة". قائمة الآيات في القرآن ثلاثة وأربعون مَثلاً: في سورة البقرة: «كمثل الذي استوقد ناراً»، «أو كصيب»، «أن يضرب مثلاً ما بعوضة»، «ومثل الذين كفروا»، «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله»، «فمثله كمثل صفوان»، «ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله»، «أيود أحدكم»، «كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان». وفي سورة آل عمران: «وكنتم على شفا حفرة من النار»، «مثل ما ينفقون». وفي سورة الأنعام: «كالذي استهوته الشياطين». وفي سورة الأعراف: «فمثله كمثل الكلب». وفي سورة يونس: «إنما مثل الحياة الدنيا». وفي سورة هود: «مثل الفريقين». وفي سورة الرعد: «إلا كباسط كفيه إلى الماء»، «أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها»، «مثل الجنة». وفي سورة إبراهيم: «مثل الذين كفروا بربهم»، «كيف ضرب الله مثلاً»، «ومثل كلمة خبيثة». وفي سورة النحل: «ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً»، «وضرب الله مثلاً رجلين»، «وضرب الله مثلاً قرية». وفي سورة الكهف: «واضرب لهم مثلاً رجلين»، «واضرب لهم مثل الحياة الدنيا». وفي سورة الحج: «فكأنما خرَّ من السماء»، «ضرب مثل». وفي سورة النور: «مثل نوره»، «أعمالهم كسراب بقيعة». وفي سورة العنكبوت: «مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت». وفي سورة الروم: «ضرب لكم مثلاً من أنفسكم». وفي سورة يس: «وضرب لنا مثلاً». وفي سورة الزمر: «ضرب الله مثلاً رجلاً». وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم: «نظر المغشي عليه من الموت»، «مثل الجنة». وفي الفتح: «ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل». وفي سورة الحشر: «كمثل الذي من قبلهم»، «كمثل الشيطان». وفي سورة الجمعة: «مثل الذين حملوا التوراة». وفي سورة التحريم: «ضرب الله مثلاً للذين كفروا»، «وضرب الله مثلاً للذين آمنوا». وكم من كلمة تدور على الألسن كمَثَل. جاء القرآن بألخص منها وأحسن؛ فمن ذلك قولهم: القتل أنفى للقتل، مذكور في قوله: «ولكم في القصاص حياة». ويلاحظ فيها البساطة والإيجاز والجمال . وقولهم: ليس المخبر كالمعاين، مذكور في قول القرآن: «ولكن ليطمئن قلبي». وقولهم: ما تزرع تحصد، مذكور في قول القرآن: «من يعمل سوءاً يُجْزَ به». وقولهم: للحيطان آذان، مذكور في قول القرآن: «وفيكم سمَّاعون لهم». وقولهم: الحمية رأس الدواء، مذكور في قول القرآن: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا». وقولهم: احذر شر من أحسنت إليه، مذكور في قول القرآن: «وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسولُه من فضله». وقولهم: من جهل شيئاً عاداه، مذكور في قول القرآن: «بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم». وقولهم: خير الأمور أوساطها، مذكور في قول القرآن: «ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط». وقولهم: من أعان ظالماً سلطه الله عليه، مذكور في قول القرآن: «كتب عليه أنه من تولاه فأنَّه يضله». وقولهم: لما أنضج رمَّد، مذكور في قول القرآن: «وأعطى قليلاً وأكدى». وقولهم: لا تلد الحية إلا حية، مذكور في قول القرآن: «ولا يلدوا إلا فاجراً كَفَّاراً». القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة، ولقد فتح القرآن للبشرية، نوافذ العقل وشجعهم عل العلم والمعرفة... فكان القرآن إذاً نبعاً للثقافة العربية الإسلامية، منه انبثقت فروعها المختلفة، ومن التفسير فرج التشريع والفقه، وللتفسير اهتم العلماء بدراسة النحو واللغة... ومن القرآن خرجت الفلسفة (أي الحكمة) الإسلامية، ودارت مسائلها الكبرى حول حقائق الإسلام الكبرى، حول الله وصفاته، والخير والشر والجبر والاختيار...وما إلى ذلك، واهتم العرب المسلمون أيضاً بالنظر في العلوم الطبيعية والرياضية، وكان حافزهم كذلك تشجيع القرآن لهم في البحث والتحقيق والكشف عن أسرار الحياة في الأرض والحيوان... الخ. ولم يفت العلامة إن قيم الجوزية أهمية هذا الكتاب العظيم، وهو العالم الفقيه، أن يضع نصب عينيه، وجل عنايته القرآن الكريم، فيدرسه دراسة موفقة ومعمقة، ليستخرج من بحوره كنوزه دوراً مصفاة من الأمثال والعبر والحكم والتوجيهات والإرشادات المضيئة لدروب الحياة للوصول إلى مراقي الفلاح.. والكتاب الذي بين يديك هو عبارة عن مجموعة من الأمثال المليئة بالفوائد والمشحونة ببركات القرآن ونفحاته الرقيقة العطرة، وجاءت تسميته حقاًَ في محلها وهو "أمثال القرآن" ذلك إن القرآن مشكاة الله في الأرض تستضيء به العقول والقلوب والمشاعر. وبالنظر لما يحتويه هذا الكتاب من درر ثمينة من الأمثال القرآنية فقد اعتنى "جميل إبراهيم حبيب" بتحقيقه وبضبط نصوصه وبتجريح الآيات الشريفة والأحاديث النبوية الواردة فيه كما واعتنى بالتعليق على بعض ألفاظه أي النصوص المحتاجة فعلاً إلى تعليق أو توضيح، وإلى جانب هذا قام المحقق بوضع ترجمة موجزة لبعض الأعلام الذين ورد ذكرهم في المخطوطة. .
عرض المزيد