رواية عتبات الجنة
تحميل رواية عتبات الجنة pdf صار الجدّ يرى كوابيس كثيرة في نومه. وها هو ذا يطلب من ابنه أن يجهز السيارة، ليرافقه إلى مكان لم يحدّده. وعندما ألح الابن على معرفة المكان المجهول، اكتفى الجد بالقول: الجبل.
***
لقد بلغَا الجبل فعلاً.
تركا السفح وراءهما. لاح الجد خفيف العظام وهو يرتقي السفح، فأذهل ابنه. لكنه ما لبث أن بدأ يتنفس بصعوبة قرب القمة. قال الابن: “يكفي! يكفي! أنت مرهق!” لاح في الأثناء طفل يحمل مقلاعاً. قال إنه كان يصطاد الطيور والثعالب. سأله الجد: “وما فائدة المقلاع وحده في هذه الحال؟” أجاب الطفل: “وما أدراك أنت؟ عندي فخاخ دبقة موزعة على أطراف الجبل!”
ظل طفل المقلاع يراقب الرجلين في صعودهما؛ ولم يكتف بالمراقبة، بل صار يقتفي خطواتهما عن بعد.
- ماذا تريد؟ سأله الأب.
- لا شيء.
- إذن تستطيع أن تذهب!
- بل أراقب فخاخي، حتى لا تدوسا عليها.