كتاب مناسك القدس الشريف
تحميل كتاب مناسك القدس الشريف pdf لم يقتصر المسلمون في تبجيلهم للقدس على الجانب المعماري، والمادي، وفي التقرب منها في الطقوس، وفي الزيارة، والبناء والجهاد لاسترجاعها، بل وكرس المسلمون أيضاً، تعلقهم بسمو القدس في التدوين، والتأليف حولها.
كان الاهتمام بفضائل بيت المقدس يتم بنسب حسب كل عصر واحتياجاته، فمثلاً اهتم الأمويون بالفضائل أكثر مما اهتم بها العباسيون وذلك يرجع إلى أسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: " تدعيم مركز السلطة الأموية "، ولفت أنظار المسلمين إلى مبنى له هيبة تضاهي مباني النصارى وكنائسهم، وحتى يستتب الأمر للأمويين في بلاد الشام، وفي بيت المقدس بالذات؛ ومثال آخر هو تقهقر مكانة بيت المقدس أثناء فترة حكم " مسلمة بن عبد الملك " ؛ وذلك حينما أسس مدينة الرملة وجعلها عاصمة فلسطين ؛ وبذلك حصل تقهقر لمكانة بيت المقدس مع تأسيس مدينة الرملة، وإعلانها عاصمة للبلاد، وعادت فضائل بيت المقدس تظهر إبان الحروب الصليبية؛ ولمواجهة الزحف الصليبي على البلاد، ولتحذير المقاومة والاستشهاد في سبيل إنقاذ بيت المقدس.
كان لحادثة الإسراء والمعراج الأثر الأكبر للمكانة التي حازتها القدس في الإسلام. حيث تم بواسطة هذه الحادثة -الإسراء والمعراج-الربط بين مكة والقدس، ولذا أصبحت مدينة القدس مدينة متميزة عن سائر المدن الإسلامية. والحادثة الأخرى التي تركت بصماتها على "قدسية المدينة ومكانتها" هي حادثة تغيير "القبلة" وتوجه المسلمين إليها في صلاتهم نحو سبعة عشر شهراً. فلذا يطلق عليها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
لقد شرف الله المسجد الأقصى، وبارك حوله، واختص بيت المقدس من بين سائر البلاد بالأنبياء والصالحين، وجعل المسجد الأقصى أفضل مسجد في الأرض بعد البيت الحرام، والمسجد النبوي الشريف. فقد وردت النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية مشيرة إلى هذا الفضل العظيم، والمكان الرفيع.